لطالما استهوتني المحافل الرسمية ونُظم التشريفات والتمثيل الدولي، بالإضافة إلى الأزياء الرسمية للدول. بجانب قناعتي التامة بأن لكل ثقافة الحق في تمثيلها ونقل رسالتها للعالم أجمع. وأظن أن خير ممثل لأي دولة؛ هو من يرغب بالقيام بذلك بكل تفانٍ وحب لما يقوم به، والدافع الوحيد هو فخره ببلده، وإيمانه برسالته، وإدراكه لأهمية الأمر... وبالتالي كانت إجابتي كما يتبادر إلى ذهنك وبكل عفوية طفولية، بأنني سوف أصبح سفيراً... فساد صمتٌ ما لبث وأن تبعه همسٌ ولمز، ثم تعالت الضحكات كإجراءٍ احترازي، توحي بأن مُطلقها من الطلاب على درايةٍ كافية، ومُستند على دراسات بحثية شاملة ومستفيضة عن جميع المعوقات التي قد تحول بيني وبين طموحي، ومتطلبات تحقيقه، وحيثياته على مستواي الشخصي، واستحالة حدوثه. حتى يُخيل إلى مُبصرهم أنه اطلع على الغيب فعلاً، وعلم مدى استحالة تحقيق ذلك الحلم والمطلب. وكأنني قد أخبرتهم بأني أطمح لصنع مركبتي الفضائية وحيداً، ومن ثم الصعود بها إلى الفضاء وعبور المجرات الفلكية، أو عبور الزمن بطريقةٍ ما.