الجرس يرن.. مجدداً، وهذه المرة بشكل متتالٍ بلا توقف، آه كم هو مزعج! تركت ما بيدي وأسرعت إلى غرفتك لأتفقدك، وقفت بقرب سريرك وأنت مازلت تحدق في جهاز الجرس..
رفعت بصرك إليّ ثم خفضته لتعاود الكبس عليه بلا توقف، أمسكت بإبهامك برفق حتى استوعبت وجودي، قلت لي كلمات مبهمة غير واضحة، تحدثني وكأنك كنت غارقاً في المحيط ووجدتني أنقذك.. وأردد عليك، ماذا؟ من تقصد؟ ماذا تقول يا أبي؟ حتى يئست مني وجلست على سريرك بسرعة لتنوي الرحيل إلى مكان في مخيلتك.. وكالعادة… نسيت نفسك بأنك لا تقدر على المشي… فقبضت عليك قبل أن تتحرك..
لو كانت الدنيا امرأة لقتلتها!! كم أحقد عليها.. على نظام هذا العالم اليائس.. لِمَ يعود تفكير الشخص كالطفل عندما يهرم؟!قانون تمشي عليه هذه الدنيا الحقيرة.. ورغماً عنّا!! كيف يمكنها فعل ذلك بك!! كيف يمكن لها أن تجعل أسداً مثلك يتصرف هكذا.. كالمجنون