منذ أن بدأتُ رحلتي في علم الأنثروبولوجيا، كانت أسئلة الوجود وأصل البشريَّة تُلاحقني بلا هَوادة، وتشدُّني إلى أعمق مستويات الفكر والتأمل.
هذا الكتاب يأخذ القارئ في رحلة شيِّقة ومُثيرة تستكشف أصل الإنسان وتطوّره، متناولًا الأسئلة الجوهرية التي تشغل العقل البشري: كيف بدأ الإنسان؟ كيف تطوَّرت هويَّته ووَعيه ليصبح كائنًا مفكرًا مبدعًا؟ وما اللحظة التي انبثق فيها إدراكه العميق لمعنى الحياة؟!
بين النظريات العلميَّة التي تتحدَّث عن التطوُّر والروايات الدينيَّة التي تَحكي عن خلق الإنسان الأول، يسعى هذا الكتاب إلى بناء جسر فكري بين العلم والدّين، مستعرضًا النصوص القرآنية التي قد تفسِّر الحلقة المفقودة التي حيَّرت العلماء لقرون، مِن خلال البحث العميق والمقارنة المنهجيَّة، يقدِّم الكاتب رؤية جديدة تنسجم فيها مفاهيم الإيمان مع الاكتشافات العلميَّة، ليُعيد صياغة العلاقة بين التطوُّر والتكليف الإلهي.
هذا الكتاب ليس مجرَّد دراسة في علم الأنثروبولوجيا، بل هو دعوة للتأمُّل في أصل الإنسانية وهويَّتها، وكيف يُمكن للفكر العلميّ والإيمان الدينيّ أن يتكاملَا لفهم أعظم قصَّة في التاريخ: قصَّة الإنسان.






