وسط الهتاف، والحزن، والنحيب، والدموع الفاسدة.. صدحَت أصوات رنين أزواج مِن الأجراس مِن مكان بعيد، ولكنَّ صداها كان عاليًا جدًّا لدرجة أنَّ جميع مَن في الجنازة سمع صوت طنينها الهازِّ للأرض.
تَبِعَها بعدَ ذلك صوتُ قرعِ الطبول، فارتعب الجميع، وقد كادوا أن يتقيَّئوا قلوبهم مِن شدَّة الذعر، وحتَّى نشوان الذي لا يخاف بالعادة مِن هذا الأمر الذي يعتبره كذبة، انتفض في مكانه رعبًا!
ولماذا كلُّ هذا الخوف والانفعال؟ لأنَّ هناك أسطورة تقول: "إذا رنَّتِ الأجراس وتبعَها طرق الطبول، فهذا يعني بأنَّ عروس نفق الزهور ستُطِلُّ على العالم البديع، وفي إطلالها نهاية".
ونهاية ماذا؟ لا أحد يعلم ماذا بالضبط.. هل هي نهاية وجودهم؟ أم نهاية شيء آخَر؟ وهل هذه النهاية مخيفة إلى هذا الحدِّ؟ وهل النهاية مؤسفة إلى هذا الحدِّ؟
لا أحد يعلم.. لن يعرفوا الجواب حتَّى تطِلَّ.