هذا الكتاب لك أيُّها الواقف في منتصف الطَّريق تتساءل هل أكمل أم أعود؟
لك أيُّها المتميِّز الذي كتمتَ صوتك المختلف، واخترتَ أن تتكرَّر كالصَّدى بين أصوات الآخَرين.
لك يا مَن لا عيبَ فيك لكنَّك متكفِّنٌ بالخجل مِن الناس.
لك أيُّها الخائف مِن اللَّاشيء حتَّى فقدتَ كلَّ شيء.
لك أيُّها الواقف مكانك تبرِّر أخطاءك السَّوداء بأعذارك البيضاء.
أيًّا كان قِناعك فقد حان الوقت لتتحرَّرَ منه وتريحَ وجهك، ليس هنا أحدٌ ليَحكمَ عليك ولا حتَّى نفسك.
كلُّنا في هذه الصَّفحات سنقف صادقين صامتين أمام أطول كذبةٍ توارثَتها البشرية لليوم "كذبة المثالية".
سنقرأ التَّاريخ مِن كتابٍ آخَرَ لَم يكتبه إنسان، بل سنكتب نحن في صفحاته ما عرفناهُ بأنفسنا.
سنتنازل عن الأنانية ونتقاسم خبز الرَّحمة بيننا.
سنفتح بكلِّ أدبٍ تلك الأبواب الموصَدة بقانون العيب الاجتماعي، ونرى لماذا فقدَ النَّاس جزءًا كبيرًا مِن أنفسهم وهم يَبنون حياتهم!
لا نسألُ هنا لأنَّنا نبحث عن إجاباتٍ تقنعُنا؛ ولكن لأنَّنا نبحث عن إجاباتٍ تغيِّرنا!
إذا قرَّرتَ قراءة هذا الكتاب، فابدأ بقصَّة "حنبل".