هنا كنَّا، وهنا لعِبنا، وهناك سهِرنا، وتلك الياسمينة تحت شبَّاكنا الغربي، والفرندة الزجاجية لا تزال كما تركناها تحمل ذكرياتنا بين جدرانها، وشبابيكها المشرعة على المدينة تردِّد أغانينا وموشَّحاتنا، وتسمع صدى ضحكاتنا وهمساتنا وأحاديثنا، وحكايات أمي التي لا تملُّ منها، وما تحفظه مِن قصائد وأشعار، ونوادر وفكاهات أبي نواس وهارون الرشيد وزوجته الست زبيدة، وطرائف خالكم عمر وضحكاته المجلجلة، وصوت سامية الشجيّ في الموشَّحات والأدوار القديمة، وأغانينا الفيروزية الجماعية بأصوات متناغمة:
رجعت ليالي زمان.. رجعوا أهالينا.. رجعوا حبايب زمان يتحكّموا فينا.. والله زمان يا زمان.