وكأن أبواب السماء فتحت على مصراعيها لتستجيب رجاء ودعوات المليارات من البشر الذين أعيتهم مجتمعات ملئت شرًا، كممت أفواههم بمسميات ابتدعوها وممارسات فرضوها، فما حدث لا يصدق، كان من قبيل المعجزات التي اعتقدوا أن زمنها قد ولى وفات، معجزة بغير نبي، تمثلت رحمة من الله بعباده، ففجأة وبدون تنويه، توقفت وسائل الإعلام على تنوعها في معظم بلاد العالم عن بث برامجها التي اعتاد المشاهد والقارئ أن تكون جزءاً من صباحه مع فنجان من القهوة، حتى يخلد إلى فراشه لتكون كابوس نومه، بدايةً من أخبار الحروب والإرهاب، وصداع أسلحة الدمار الشامل وغير الشامل، إلى نعيق جمعيات حقوق الإنسان التي سلبت الحقوق وقتلت الإنسان، وغير ذلك من مآسٍ تكتوي بنارها البشرية، كما خلت وسائل الترفيه التي تعرضها من كل شيء ينافي الأخلاق السوية، فلا عري وإباحية، ولا عنف وسادية، ليقتصر ما تعرضه على البرامج التي تهتم بإعادة بناء السمو الروحي والأخلاقي للإنسان، وإرساء قيم العدالة والسلام بين دول العالم، والتركيز على أهمية التعاون والتكامل فيما بينها.