تتناول الدراسة منصَّات التواصل الاجتماعي إحدى أبرز مظاهر الثورة الرقمية التي نعيشها، فتلك المنصَّات تشهد بصورة متزايدة حركة ديناميكية مِن التطور والانتشار والتأثير؛ لهذا فإنَّ الدراسة تحاول أن تكشف خفايا هذا العالَم انطلاقًا من نظرية بيير بورديو Pierre Bourdieu) 1930 -2002) وذلك باعتبارها فرصة للتركيز على منصَّات التواصل الاجتماعي بوصفها فضاء لعب افتراضي للجهات الفاعلة المهيمِنة الساعية للمحافظة، أو تعزيز موقعها في فضاء هذا الحقل، وعليه فإنَّ هذا الاتِّجاه التحليلي البورديوي هو في الأساس محاوَلة لتجنُّب التعامل مع التكنولوجيا على أنَّها بِنية خارجية أو حالة خاصة مِن الناحية النظرية، مع رغبة في تفادى الانقسامات الثنائية بين التكنولوجيا والمجتمع أو الموضوع والذات.
تتناول الدراسة خفايا اللعبة الكامنة بداخل منصَّات التواصل الاجتماعي وإستراتيجيات وممارسات فاعليها، تخوض في دراسة القاطنين وطبيعة الحياة والصراعات الكامنة بداخل حقل التواصل الاجتماعي، إنَّه نهج استكشافي لهندسة الحقل مِن خلال تحليل داخلي (موضوعي) لبنية الحقل الموضوعية مِن خلال تناول طبيعة الحياة العلائقية وأشكال صراعات الحقل الحاصلة سواء الصراعات الأهلية (الداخلية) أو الصراعات الخارجية والإستراتيجيات الكامنة.
سوف تستكشف الدراسة الكيفية التي يكون فيها اللاعبون أو المتنافسون في هذا الفضاء في مواقع مختلفة استجابةً لمجموعة مِن الرساميل لديهم، وفي نفس الإطار سوف نناقش "لعبة الحقل" في هذا الفضاء الافتراضي في محاولة لاستجلاء طبيعة وشكل لعبة الهيمنة والنفوذ، وممارساتها وأشكال التمايز مِن خلال النظرية البورديوية مِن منظور الحقل الصراعي.