دخلا الغرفة التي تتوسَّطها مساحة طول ضلعها يفوق المترين، ووقفا في المنتصف.
لَم ترفع رنا رأسها بعد، وكأنَّها لا تقف أمام زوجها الذي عاشت معه مدَّة سبع سنوات.
حمحمَت قليلًا وهي تمدُّ يدها الثانية وتضعها على صدره، بينما وضع هو يده الثانية على خصرها.
وقفَا لِلَحظة لا يحرِّكان ساكنًا، كل شيء وقف للحظة، لَم يدخل نسيم مِن الشبَّاك، لَم تعبُر سيارة على الطريق، لَم يلمع نجم جديد في السماء، كل شيء وقف ينتظر لِلَحظة.
أخذ الثنائي نفَسًا عميقًا، وراحا يرسمان بحركاتهما لوحة كأنَّها أعذب أعمال دافينشي وأجملها.
خطوات لطيفة تقبِّل الأرض مِن جبينها، وأنفاس حارة تزيد صوت الموسيقى عمقًا ورغبة، وهدوء تام كأنَّ المسافة بينهما لَم تتغيَّر ولو مليمترًا واحدًا.
صارا جسدًا واحدًا، معنًى واحدًا، وجودًا واحدًا، وغاية واحدة.
هما هناك الآن، ولا شيءَ يهمُّ في العالم سِوَى أنَّهما هناك الآن معًا.