أحدَثَ هذا هنا أم هناك؟! لقد كنتُ تائهة إلى حدِّ الهذيان حينما كانت الظلمة دامسةً وكأنَّ أعمدة الإنارة الكهربائية في الطرقات وكذلك "الكشَّافات" المتفجِّرة على أسوار وأسطح المنازل المجاورة لا تعمل أو خَفَتَ ضوءُها، بل تخلَّت عن وظيفتها في حراسة الشوارع والأرصفة، وفضح مَن يريد أن يخفيه الظلام؛ لذا دأب الناس في تلك الليلة على لبس اللون الأبيض؛ كي لا يصدم أحدهم بالآخَر، فهم لا يستطيعون رؤية أنفسهم أو مَن يسير حولهم.
كان كلُّ هذا واضحًا جدًّا مِن خلال نافذة غرفتِي المطلَّة على الباحة المخصَّصة لممارسة الرياضة في منطقتنا، والمقابِلة للشارع الرئيس في المنطقة.