انطلقتِ الرياح الخالدة دافعةً زهرة كانون الثاني على الجري، فأخذتِ تركض وتركض، وتستمع لنبضات قلبها كأنها موسيقى الكون.
تعاقب الليل والنهار، فلمْ تهدأ، ولمْ تستكن، تفتح عينيها مع إشراقة نور الشمس، فترى الكون في أبهى صوره، وتغمض عينيها مع غروب الشمس، فترى ببصيرتها الكون بسحره وجماله الأخَّاذ.
أخذتْ تركض وتركض، وتجري هنا وهناك، عبرتِ الأشجار والوديان، وصعدتْ سفوح الجبال، وركضتْ على أسطح البحار والأنهار، ولم يرها إلا الأطفال الذين أشاروا إليها، ولكن الكبار لمْ يصدقوهم، ومرَّتِ الأيام والأيام.