دودو-bookcover

بقلم: رضا هاني

دودو

خيال الأطفال
menu. 92 الصفحات التقييمات:
اختر صيغة الكتاب: اختر

*متوفر مباشرةً من موزعينا، انقر على علامة التبويب "متوفر على" أدناه

انطَلَقَ دُودُو مُسرِعًا إِلَى المَنزِلِ فَوَجَدَ أُمَّهُ تَستَقبِلُهُ عَلَى البَابِ بِابتِسَامَتِهَا المَعهُودَةِ، سَأَلَهَا بِلَهفَةٍ: "هَل حَقًّا كَانَ أَبِي قَائِدًا؟"

 لَم تُصَدِّقْ مَا سَمِعَتهُ، فَأَجَابَته مُرتَبِكَةً: "أَعِد مَا قُلتَ!"

فَأَعَادَ لَهَا السُّؤَالَ، لَكِنَّ السُّؤَالَ نَزَلَ عَلَيهَا كَالصَّاعِقَةِ وَزَادَ فِي حِدَّةِ ارتِبَاكِهَا، فَقَالَت: "ادخُل وَاسأَل أَبَاكَ هَذَا السُّؤَالَ".

بَعدَ أَن دَخَلَ وَسَأَلَهُ خَرَجَ الأبُ وَالدَّمعُ عَلَى عَينِهِ مُردِّدًا: "لَا أعلَمُ، لَا أَعلَمُ!"، ثُمَّ انصَرَفَ.

 تَبِعَهُ دُودُو حَائِرًا حَزِينًا، ألقَى نَظرَةً خَارِجَ البَيتِ بَحثًا عَن أُمّه فَلَم يَجِد لَهَا أَثَرًا، عَلِمَ أَنهَا كَانَت تَتَجَنَّبَهُ هِي الأُخرَى.

فِي الصَّبَاحِ اجتَمَعَ التَّلَامِذَةُ فِي مَوعِدِهم، لَكِنَّ المُعلِّمَ كَانَ مُتَأَخِّرًا بَعضَ الشّيءِ وَلَيسَ كَعَادَتِهِ، يَمشِي بِخُطًى ثَقِيلَةٍ وَالحُزنُ بَادٍ عَلَى مَلاَمِحِهِ.

 لَمَّا اجتَمَعَ بِالتَّلَامِذَةِ قَالَ بِنبرَةٍ فِيهَا حَشرَجَةٌ: "قَد أُلغِيَ دَرسُ اليَومِ، وأَصبحَ يَومَ رَاحَةٍ".

 فَلَمَّا تَوَزَّعُوا نَادَى عَلَى دُودُو: "دُودُو.. اتبَعنِي أَرجُوكَ".

تَبِعَهُ حَتَّى دَخَلَ بِهِ قَاعَةً كَبِيرَةً فِيهَا نَفَرٌ مِن كُبَرَاء الغِزلَانِ، ثُمَّ طَلَبُوا مِنهُ أَن يَجلِسَ بَينَهُم لِيَقُصُّوا عَلَيهِ القِصَّةَ الَّتِي يَجِبُ عَلَيهِ أَن يَعلَمهَا.


رضا هاني، يعيش في السويد، مِن أصول تونسية، مغرَمٌ بكتابة القصص والروايات، لكنَّه لَم يأخذ القلم بجديَّة ولَم يكتب إلى أن جاءه الابن الأول (مهدي)، الذي جعله يأخذ القلم ويبدأ بالكتابة، ثمَّ جاءه الابن الثاني (سليم)، فزاده إلهامًا وعشقًا للكتابة.

تعليقات العملاء
0 الآراء
اكتب تعليقًا
سيتم مراجعة مشاركتك ونشرها قريبًا. سيتم حذف المراجعات المتعددة لكتاب واحد من نفس عنوان IP