إن منعم النظر في تراثنا الإسلاميّ يلفي أنه زاخر بالدرر والغرر والنفائس،
فقد أفاض علماً على الدنيا كلها حيناً من الدهر،
إلا أنه شابه ما كدّره عبر ثنايا الزمان، فقد اُترعت كتبه بما أضر ذلك التراث من
أساطير وخرافات؛ فصار لزاماً علينا فحصه ودراسته وفق ما استجد
من علوم وما اُستحدث من معارف. وكما قضى عنوان الكتاب بين
التراث والحداثة، فإن الكتاب يقارن مسائل الخلق (الكون/ الإنسان)
حسب ما جاء في كتب التراث وتفاسير القرآن وما رافقهما من أخطاء،
وما جادت به قريحات العلماء المعاصرين.
فقد كان ما في بعض تلك الكتب من تهافتٍ، الأثر الكبير في تسرب الألوف
إثر الألوف من المسلمين من دينهم؛
لأنهم عدّوا ما في متون تلك الكتب مقصد النصّ ومراميه،
ومن ثم جادلوا بغير علم من خلال تلك الكتب وليس
من خلال أغراض النصّ وغاياته.