كالماء أنت، تتدفَّق إلى كياني بخفَّة متناهية، وتروي عطش روحي التوَّاقة إلى علاقة وجدانية بحتة، أحزانك، هواجسك، تخبُّطاتك، اختياراتك وقراراتك، فهي رواسبك التي أثقلَت قلبي لأعوام طويلة، لَم أستطِع التخلُّص منها بأي شكل كان، لأجد نفسي أمام خيار واحد لا بديلَ له، التخلِّي عنك بقربك، والتمسُّك بك مِن بعيد؛ لذا أنا اليوم أطالبك بألَّا تسمح لغياباتك أن تطول فتزيد قلبي وجعًا، وتزيد نفسك قسوة.
غياب جسدك لا يؤذيني كغياب روحك، جسدك أكثرَ الغياب، إنَّما روحك بقيَت حولي دائمًا، تحبُّني وأحبُّها.
لا تطِل غيابات روحك، لا تطل غياباتك عن بالي، فأنا أعرف أنَّكَ إذا لَم تمرَّ في البال فلستُ أمُرُّ في بالك.
عيسى.. مقطوعتي الموسيقية الحزينة.. لطالما تبجَّجتَ بعمق ألحانك، وبغضتَ الموسيقى التي لا توجع الروح، فغدوتَ بحدِّ ذاتك مقطوعة موسيقية موجِعة مخلَّدة في ذاكرتي دائمًا وأبدًا، تخلَّيتُ أنا اليوم عن كتابة كلماتها مجبَرة، لتكتبها بروحك كلمة واحدة.. أحبِّيني.