يصادف اليوم العالمي للُّغة الأم يوم الحادي والعشرين مِن شهر فبراير، وهو يوم للاحتفال باللغة الأم للشعوب، وتمَّ تحديد هذا اليوم مِن قِبَل منظمة اليونسكو في العام 2000، والهدف مِن هذا الاحتفال السنوي هو تعزيز الوعي بالتنوع اللغوي والثقافي في العالم.
وفكرة الاحتفاء بهذا اليوم جاءت بمبادرة مِن بنغلاديش، وتمَّتِ الموافقة عليها مِن قِبَل اليونسكو في العام 1999، ولكن تمَّ اعتمادها والاحتفاء بها منذ العام 2000، وتمَّ اختيار يوم 21 مِن شهر فبراير لِما له مِن أهمية مِن نضال سكان بنغلاديش مِن أجل الاعتراف بلغتهم.
وتحرص اليونسكو على حماية اللغات المتعددة والمختلفة مِن الاندثار مِن خلال اعتمادها لهذا اليوم، وكذلك العديد مِن المبادرات.
قاموس أكسفورد يعرِّف مصطلح اللغة الأم بأنها: “اللغة التي ينطق بها الإنسان منذ سنِّ الطفولة.”
فمصطلح اللغة الأم يُطلَق على أول لغة يتعلَّمها الطفل، ويستطيع أن يعبِّر بها عن نفسه، وتسميتها بهذا المصطلح (اللغة الأم) مجازًا لاعتبار أنَّ الأمَّ أوَّل ما يعرفها الطفل.
وجدير بالذكر أنَّ العالم تتنوع فيه الثقافات واللغات، وعلينا احترام هذا التنوع وتقبُّل الاختلاف كما تنصُّ الآية الكريمة:
﴿يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾
وتلعب اللغة دورًا مهمًّا في تحديد مجريات الشعوب، فهي أداة تساعدهم في التعبير عن مشاعرهم، رغباتهم، تساؤلاتهم، واللغة مِن أهمِّ النِّعَم التي يتميَّز بها البشر عن بقية المخلوقات، كذلك تلعب دورًا فعَّالًا في تنمية شخصية الإنسان.
وفي منطقتنا العربية تُعتبَر اللغة العربية هي اللغة الأم؛ لأنها اللغة الأصلية لكل البلدان العربية، واللغة الأم ترمز لأصالة الهوية، وهي ركن أساسي للمجتمعات.
دولة الإمارات العربية المتحدة مِن الدول الرائدة في مبادرتها الريادية للحفاظ على تراث اللغة العربية (اللغة الأم) وتعزيز مكانتها.
وتُولي الدولة أهمية كبيرة للُغة الضاد باعتبارها لغة تقدُّم وتطوُّر وفِكر، وجزء لا يتجزَّأ مِن هوية دولة الإمارات العربية المتحدة.
اللغة العربية هي أداة رئيسة لتعزيز هويتنا الوطنية لدَى أجيالنا القادمة؛ لأنها المعبِّرة عن قِيَمنا وثقافتنا وتميُّزنا التاريخي.
– الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
وتتعدَّد المبادرات المطروحة مِن قِبَل الدولة، ولعلَّ أشهرها هي مبادرة تحدِّي القراءة العربي، جائزة محمد بن راشد للغة العربية، وغيرها مِن المبادرات التي تهدف إلى تعزيز مكانة لغة الضاد.
إذا كنتَ تتحدَّث إلى رجل بلغة يفهمها يذهب كلامك إلى رأسه، إذا كنتُ تتحدَّث معه في لغته، يذهب كلامك إلى قلبه.
– نيلسون مانديلا
واللغة هي سبب للألفة بين الناس، وزيادة التسامح، فهي وسيلة للتخاطب والحوار، وطريق إلى بناء مستقبل أفضل للمجتمعات.
ونحن في أوستن ماكولي للنشر نعلم قيمة الحفاظ على التنوع اللغوي وأهمية اللغة في حياة مجتمعاتنا؛ لذا فإنَّنا قدَّمنا أفضل الإصدارات للقُرَّاء عن اللغة وأهميتها، وسوف نرشِّح لكم أفضل الكتُب، متمنِّين لكم الاستفادة التامة منها:
١- تقنيات السرد في كتاب ألف ليلة وليلة للمؤلفة د. شريفة بنت محمد بن ناصر العبودي
يطرح هذا الكتاب تاريخ كتاب ألف ليلة وليلة للنِّقاش، ويظهر مدى تأثيره على أفضل الكُتَّاب الغربيين بعد أن تُرجِمَ الكتاب في أوائل القرن التاسع عشر، كذلك يناقش مدَى مصداقية وقُرب الترجمة عن النصِّ الأصلي.
ويقدِّم الكتاب شرحًا وافيًا عن ماهية حكاية الحكاية وشرح تقنياتها المتعدِّدة.
يمكنكم الحصول على نسخة لقراءة هذا الكتاب الرائع مِن هنا.
٢- الثورة ثنائية اللغة للمؤلف فابريس چومون
“عرَّاب برامج الدمج اللغوي” هو لقب المؤلف فابريس چومون مِن قِبَل صحيفة نيويورك تايمز عام 2014، ولدَيه أكثر مِن خمسة وعشرين عامًا مِن الخبرة في مجال التعليم الدولي.
كذلك خلال سنوات خبرته كان تركيزه على تطوير البرامج متعددة اللغات، وقد ساهمَ في تطوير برامج ثنائية اللغة في المدارس الحكومية في أكثر مِن بلد.
هذا الكتاب هو كتاب تعليمي عملي ليساعد على تطوير الطفل والمدرسة والدولة.
يمكنك الحصول على نسخة مِن الكتاب مِن هنا.
٣- التخطيط والسياسات اللغوية في دول البلطيق: ليتوانيا، ولاتفيا، وإستونيا للمؤلف أ. د. محمد أحمد طجو
مِن أفضل الكتب التي تتحدَّث عن اللغات، وكذلك يعرض تجارب التخطيط اللغوي التي تمَّ تطبيقها في دول البلطيق، ويشرح كيف تعاملَت هذه الدول مع الأقليات واللغات الأجنبية.
كذلك يقدم طرحًا للاستفادة مِن تجارب هذه الدول للتخطيط للغة العربية والتعريب.
يمكنك الحصول على نسخة مِن الكتاب مِن هنا.
إذا كنتَ كاتبًا طموحًا وترغب في نشر كتابك معنا، يمكنك تقديم المخطوطة مِن هنا، كذلك يمكنك متابعة آخِر إصداراتنا وفعالياتنا عبر شبكاتنا الاجتماعية فيسبوك، تويتر، وإنستجرام.