مريم علي المخمري
قد أبدو شامخًا في كل أوقاتي، قد يظنُّني البعض جلمودًا لا تحرِّكه الريح، وقد يراني البعض هيثمًا لا يكدر صفو شبابه شيء.
لا يبدو عليَّ التعب بتاتًا، فلستُ ذاك المنكسر الذي ينتظر أن يشفق عليه أحد، ولا أرضى بأن يثنيَني عن عزمي الانكسار، فأنا سليم بكل حالاتي.
لا يعلمون بأنِّي منهار غير قابل للترميم، ولكن لي طابع كلاسيكي أعطَى الحق للجميع بأن يراني بتلك الصورة التي لا يُتلفها الزمن.
فطابعي هذا يروق للكثيرين حولي، رغم أنَّني لستُ بخير أبدًا، فأنا مجرد روحٍ تتنفَّس، وأراقب القدَر بصمت، أنتظر لحظة سقوطي بعد الانهيار الذي أرتقب، وأُخبِر الجميع بحقيقة أنَّني كنتُ هشَّ البنيان، لكن يتخلَّلني القدَر بمعجزات تجبرني على هدم ذاتي المحطَّمة وبنيانها مِن جديد بطابعي الكلاسيكي الذي يروق لي قَبل الجميع، فالانكسار محوتُه مِن قاموس حياتي، فأنا أقوى مِن أن أكمل حياتي وأنا أصارع نفسي، وأومِن تمامًا بأنِّي مصدر قوة لمن حولي، وبأنِّي جدار يتَّكِئ عليه أحبَّتي، ليس غرورًا؛ بل لأنِّي كذلك حقًّا.
كلماتي هذه لكلِّ مَن يحاول أن يصمد ولا يقبل بأن يراه أحد ضعيفًا، لمن يوشك أن ينهار ولكنه لا يزال يحمل بصيص أمل.