أجنحة الصفصاف

كيف نعرف ما إذا كنَّا مختلفين عن بعضنا البعض؟ صحيح أنَّنا نختلف جسديًّا، ولكن هل ننظر إلى أنفسنا والآخَرين بأرواحنا وقلوبنا؟

 إنَّه سؤال عميق، فإليك إجابتي، لقد صُنعنا مِن الذِّكريات والخبرات والسِّمات والأفكار، وربَّما أكثر.

 نحن لا نُظهِر للعالَم كلَّ ما يكمن في أعماقنا، لكنَّنا أرواح تتحدَّد نشأتنا وما يؤثِّر فينا عندما نكون وحدنا مع أشيائنا الخاصَّة، عندما نفكِّر نشعر بعمق، لدَينا جميعًا أجنحة مصنوعة مِن صُوَر مِن ذكرياتنا، أوراق مِن كلمات أثَّرَت فينا بشدَّة، ريش مِن ذاتنا الجديدة والقديمة.

 في هذه المجموعة الشعرية أشارك أعمق تعاطفي مع كلِّ شيء يكمن في أجنحتك، أتمنَّى مِن كلِّ ما كتبتُه في شعري هذا أن يساعدك في أن تنمو وتأخذ أجمل أشكالك بأجنحة جديدة.

لماذا؟

ديوان شعري مكتوب بواسطة مؤلف، لديه تجارب جوهرية في الشرق والغرب. يعالج هذا الكتاب القصير موضوعات متباينة، تتمَحور حول الدين والفلسفة والسياسة وتصوير الفضاء الحضاري.

مشاعر قلم بغيمة حزن

أخبروا ذلك الغائب

 إنه أصبح غريباً

لم تعد مكانته كما كانت

لم نعد نتحدث كما كُنا بالسابق

أصبحنا نتكلم برسمية وكأننا أغرابٌ

أصبحنا بنهاية تلك القصة التي أسميناها حُباً

أصبحت مشاعرنا مشاعر قلم بغيمة حُزن

تكتب بالأقلام وتسكن بغيوم حُزن تهطل حزنها

وجراحها بالقلب كُلَّما ضمدت جراحه.

ماء السراب

ألأنِّيَ أُنثَى هَجَرْتَنِي؟!

ألأنِّيَ دَنَسٌ أَفْسَدَ طُهْرَكَ سَيِّدِي؟!

إذن قل لي: لماذا أتيتني؟

وناوَلْتَنِي الحياةَ، ثُمَّ بَيْن يَديَّ قَتَلْتَها

فرحلتَ، وفي ماءِ السَّرَابِ غَسَلْتَها وغَسَلْتَني!

 لماذا حَلَّقْتَ بِي بِجَنَاحَيْكَ وفَوقَ الثرَّيا رَفَعْتَني

ومِنْ هُناكَ أَفْلتّني

وفي سَوَادِ البَحْرِ أوقَعْتَنِي؟!

ما أنا بِجَنَاحَينِ مِثْلَك لأطيرَ

مِنْ ضِلعِكَ الأعْوَجَ خَلَقْتَنِي وبِهِ أغْرَقْتَنِي!

ألأنِّيَ أنثَى نَفَيْتَنِي؟!

هذيان مجنونة على جسر النسيان

عندما نتوهَّم أنَّنا نشعر بتخمة الكلام، وصرنا بحاجة لأن نتريَّض الحب، فنرانا نروِّض أنفسنا مطواعةً لتقلُّباته لنكتشف أنَّ هذا الانتفاخ حملٌ مبارك أو لعلَّه مشئوم.

ومِن هنا رسمت صورة..

رأيتُ أنَّ ثمَّةَ طفلة بلغَت نيفًا وعشرًا لَم تزَل تحمل في مفكِّرتها جينات الشعور،

وتكاتب الحب عنوةً.. مرَّةً جهرًا وثلاث مرَّاتٍ سرًّا

وبعد أن تعدَّتِ الثلاثين ونيفها جاءها المخاض على جسر النسيان!

لعلَّها تريد أن تعجن الألم بأمل باسم، صراخه الأول لثغات حبٍّ غير مفهومة!

وعلى الجسر المعلَّق كانت تعتصر الأوجاع

ثم تغفو لتتخيَّل لثغات طفلها

صارت نغمات عشق عاتية

معازفها عصا ساحرة وصولجان ملكة

وكتاب مجنونة حملَته وهنًا على وهنٍ

حملُه وفِصاله ردح مِن سنين

حتَّى حانَت بين هذه الصفحات ساعة الولادة!

هايدي محمد

هل سنمضي؟

المشاعر أمر غريب
والأغرب هيئتها..
تلك الخواطر..
التي تحرك الذكريات..
تُنقِّبُ عنْ كل باطن..
تبحث وتبحث..
تذهب بك لأماكن هروبك البعيدة..
الخالية من الألوان..
المليئة بالألم والمرارة..
لترى..
ألا زلتَ أسيرَ ذكرياتك؟
أم إنك
تلقي عليها نظرة خاطفة
مشيحاً بوجهك عنها
وقد تجاوزْتَها؟

هوجاس 

مجموعة مِن الأحاسيس والخواطر كُتِبَت في العقدَين الماضِيَين، أحببتُ أن أوثِّقها ليقرأها الجميع.

نحن أيام

في هذه الحياة تمرُّ بنا اللحظات، وتأتي لحظة لترقَى باللحظة التي بعدها، فما الحياة إلا لحظات، لحظات نتعلَّم منها، ولحظات أخرى نرقَى بها، لحظات فيها ننهض وأخرى بها ننجز، وكلُّ لحظة تسمو بنا لنكون الشخص الذي نحن عليه الآن في هذه اللحظة.

 حياتنا وهبَها الله لنا لنديرها نحو الأفضل.. كم هي نعمة عظيمة أن تدرك أنَّ اللحظات التي مرَرنا بها ما هي إلا لحظات لبناء هذه اللحظة، فلنتفكَّر كم مِن لحظات غيَّرَتنا لندرك، وأخرى لنكون أكثر تأثيرًا فيمن حولنا!

 نعم أتَت هذه اللحظات لتخبرنا بأنَّ كلَّ شيء يبدأ مِن لحظة تفكير وإدراك وقرار، جاءت لتقول بأنَّ الإنجاز الصغير قد يصبح إنجازًا كبيرًا في لحظة مِن اللحظات، جاءت لتقول لك في هذه اللحظة وكلّ لحظة إنَّك تستطيع أن تُحدِث الفارق في نفسك ومِن حولك وفي هذا العالَم.

لغة قلم

 خواطر تلامس احتياجات البشر من منظور اجتماعي تعليمي وتربوي، تلامس تلك الوجدانات التي يشعر فيها بعض البشر مِن حب واشتياق ورؤية إلى المستقبل، وتشير بعضها إلى مساوي المتطفلين ونبات السوء النامي في الجوانب المظلمة لبعض البشر.

لا للبين

هذا العمل يحوي ترجمة شعرية لأحوال ومواقف شتى تعرَّضتُ لها في مسار حياتي، ما بين فرح وحزن، وحُبٍّ وكُره وانتكاسات... كما هو حال كل البشر، ولكن من حسن حظي أنني أستطيع مشاركة.

 هذه الأحوال مع جمهور الناس في صورة شعرية، أتمنى أن تكون على قدر من الحداثة وعدم التكرار.

للقصيدة ظل آخر

أنا الهدوءُ سيدتي

بلا سكونٍ وعفن

أنا مَن يُجاري البراري

بلا فلسفة

ويركبُ الفضاء بخيولِ

الخيال

ليلقاكِ بلا رتوشٍ

وبلا انتظار

عند نبع القمر..

لكن انتظريني هُناك

عند نبعِ عدن

ريثما تلمسُ دارُ الطفولة

قمرنا القريب..

البعيد

بأصابعِ أرواحنا في القرية

السحيقة.

قصة وقصيدة

هذا الكتاب ليس للفائدة اللغوية أو العلمية، هو لِمَن يريد أنْ يُشبِع فضولَه بِقِصَّتِنا، ولِمَنْ يعتَقِدُ بأنَّ الحُبَّ مات.. الحبُّ موجود، ولكنه نادر وصعبٌ الحصول عليه.
وليسَ الكُلُّ يعرف كيف يُحِب.. أعتقد بأنَّ الحُبَّ يجِبُ أن يُدرَّس في الفصول الدراسية؛ لكي يُحفظَ لأجيالٍ بعدَنا، ويعلِّمُونَ أولادَنا كيف يحبّون بناتنا بصدقٍ وشرَفٍ وعِفَّة... لأنَّ في هذه الأيام، أصبحَ الحُبُّ يستخدم لغاياتٍ غيرِ مُحبَّبةٍ، واستغلالية خادعة للقلوب!