أخذ "ساعـد" يتكلم عن الأمجاد وصناعتها وأطوارها، أراد أن يزرع في "واعد" يقيناً لا يجب أن ينساه، وهو الإقرار بأن البدء بأي رحلة يكون عادة صعباً، فالمرء يفكر كثيراً في الراحة وينشدها دوماً، فإذا استسلم للراحة بقي مكانه ولم يرحل، ورحلة التغيير عبارة عن رحلة ينتقل فيها المرء من مكان إلى مكان أعلى رتبة وأرفع قدراً، لذا فإن البدء بها تكتنفه نفس الصعوبة. يدرك "ساعد" أن هذا اليقين مهم لاجتثاث جذر الخمول من روض العزيمة، وقد نجح في إقناع "واعد" به، لكن "واعداً" – وهو صاحب الخبرة البسيطة في الحياة – يحتاج إلى التفريق بين المعاني. لقد كان "واعد" حريصاً على أن يتلقى الفهم الصحيح، لذلك كان كثير الأسئلة، كثير الحرص...
(مقتطف من الرواية التي - رُبَّما - ستغير حياتك)