الحياة عبارة عن رحلة في طريق، أو سفر في مسار قد تم اختياره، بدأت تلك الرحلة منذ ولادتك، أحدهم قدم لك مركبة وبدأت بقيادتها، وستنتهي الرحلة لحظة وفاتك، حينها ستخرج عن الطريق وترتجل وتسلم المركبة لآخرَ ليكمل الرحلة كما استلمتها أنت ممن كان قبلك، فكلنا نسير في ذات الرحلة، ولكل منا طريق أو مسار، ولكل منا فترة زمنية محددة تقل أو تزيد لا يهم، ولكن المهم هو مدى إدراكك لنفسك ووعيك بذاتك وللمركبة التي تقودها لتستفيد منها بأقصى ما يمكن، والأهم هو الوجهة التي تسير إليها والطريق الذي ستسلكه، فلست وحدك في هذه الرحلة، ولست المتفرد بذلك الطريق، وأعلم أن هنالك من لم ينطلق إلى الآن رغم امتلاكه المركبة، وهنالك من توقف في منتصف الرحلة وآثر الركون لمقهى على جادة الطريق، وهنالك من عُطبت مركبته وهنالك من فقد البوصلة وأضاع الوجهة، وفي الوقت ذاته هنالك من قطع مشوار الرحلة واستمتع بمناظر الطريق واستفاد من امتيازات المركبة لصالحه ولتحقيق مراده، إذا هم قد قرروا واختاروا بالقدر الذي أدركوا فيه أنفسهم وحقيقتهم، وبالوعي الذي وسعهم في ذلك الحين.
وأنت هل فحصت مركبتك؟ هل تأكدت من جاهزيتها للانطلاق؟ هل تحققت من زيت المحرك وبطارية الكهرباء وماء (الرادييتر) وصلاحية الإطارات؟ هل قررت؟ هل اخترت؟ هل أدركت ووعيت ما هي وجهتك وأي الطريق ستسلك وبسرعةِ كم ستسير ومتى موعد وصولك؟ أم ستكتفي بالتفرج على مركبات الآخرين وهي تمر أمام عينيك وأنت جالس على قارعة الطريق.
تذكَّر دائماً أن المركبة متوفرة في كل حين، والطريق ملك للجميع، وما زال هنالك متسع من الوقت لتدارك ما فات ما دمت تتنفس الهواء، فقط كن متأهباً واستفد من المعارف والمهارات التي في هذا الكتاب قبل نفاذه، فأنت تستحق أن تكون واعياً وأن تعيش الحياة الطيبة وتدرك المسار الناجح.