إلى طفلتي وصديقتي وأختي المقربة إلى قلبي:
كتبت هذه الأسطر وأنا أستعيد كل لحظة مرَّت عليَّ من لحظات فقدك حبيبتي.. كم هي صعبة وقاسية تلك اللحظات؛ فدموعي بلَّلت صفحات أوراقي، وقلبي تألَّمَ كثيراً وعاد ينزِف على فراقك.. وكم كان عليَّ أن أجتهد وأتذكر وأكتب كل تلك اللحظات المؤلمة، وأن أعود وأعيش تللك الليلة المظلمة الباردة بكل لحظاتها؛ حتى أستطيع أن أوصل مشاعري لكل صديق صادق وصدوق يثمِّن الصداقة، وأوصل لكل البشر معنى الصداقة الحقيقية و الخالصة النقية ومعنى الوفاء والإخلاص للأصدقاء. فالإخلاص هو أن أذْكُرَكَ وأدعو لك وألح بالدعاء، ولا أنقطع ولا أملَّ وأظل متمسِّكة بالحبل الذي يربط الأحياء بكل غالٍ و عزيز فُقِدَ أو رحل عن هذه الدنيا الفانية.
لكم الجنان يا من رحلتم عنا *** فالله أرحم بكم منا
فالقلب يحن ويشتاق لكم *** والعقل والقَدَرُ يَقْبَلُ هذا الحكم
كلنا راحلون، ولن يبقَ مِنَّا إلا أثرنا الجميل، فأحسنوا الرحيل لأن العمر قصير والزاد قليل والمسير طويل.
اللهم ارحم وجوهاً باسمةً مشرقةً فقدناها، فارحمها يا ألله برحمتك التي وسعت كل شيء، وأنر قبورهم بنورك يا نور السماوات والأرض، واجمعنا بهم في يوم اللقاء تحت ظل عرشك عند شجرة المنتهى.