إنَّ الحلَّ للمشكلات الحديثة الكبيرة التي تعيق تطوُّر المجتمع البشري، يتطلَّب تطوُّرًا ثقافيًّا قائمًا على المعرفة.
جميع الأدوات التخصصية اللازمة موجودة بالفعل، ما يتطلَّبه الأمر هو تنظيمها في تعقيد متماسك بين التخصصات، يشمل العلوم الطبيعية والاجتماعية والإنسانية.
ومع ذلك، فإنَّ الجهل بأحدث أشكاله، يشتِّت تنوُّع المعرفة التخصصية، محوِّلًا الاختلافات التكميلية إلى صراعات، وإمكانات التنوُّع إلى ظلم التحيُّز، وقوَّة التعقيد إلى مجال التعقيد المفرط.
يمتلك البشر القدرة على تخيُّل وابتكار مستقبلهم الخاص، وعلى حلِّ وإذابة المشكلات التي أنشئوها في جهلهم مِن خلال التنوير، وعلى تحرير أنفسهم وتحمُّل المسؤولية، وتطوير القِيَم، وإنشاء رؤية متماسكة وموضوعية للعالم.
يمكنهم تخيُّل وبناء تآزر بين المستقبلين الشخصي والاجتماعي، وتطوير كليهما بطريقة مستدامة.
تظهر المعرفة الحديثة بين التخصُّصات بوضوح أنَّ مستقبل الإنسانية يمكن أن يكون مشرقًا إذا تمكَّنت مِن دمج المعرفة الطبيعية والاجتماعية والإنسانية بشكل مستمرّ، متجاوِزةً قوَّة أشكال الجهل الحديثة التي تفصل بينها وتخلق صراعات مصطنعة.