لانا بطاينة، أو كما ينادونها "لووفي"، هي أمٌّ لثلاثةِ أولاد، وقد كانت صحَّتُها جيِّدةً، لكنَّها وهي على أعتاب السنَّةِ الرَّابعة بعد عقدها الرَّابعِ وعلى حين غِرّة شُخِّصَت بمرض التصلُّب الجانبي الضُّموري، أو ما يُعرف طبيًّا اختصارًا بـ ALS، هذا المرض الَّذي يسلبُ المرءَ قدرتَه على الحركة، حتَّى يصلَ إلى رئتيه ويصيبُهما بما يُعرف طبيًّا بالفشل التنفُّسي.

ومِن الجدير بالذِّكرِ أنَّ مرض التصلُّبِ الجانبي الضّموري يُعدُّ مرضًا عُضالًا بل ومميتًا؛ فهو لا يُمهل مَن يُصاب به سوى ما بين السنتين والخمس سنوات منذُ بداية تشخيصه به.

واليوم بعد أن انقضَت مِن السنين ثماني عشرة، ما زلنا نرى "لووفي" وقد تحدَّت، بل وتخطَّت كلَّ ما سُجِّلَ مِن إحصائيَّات وحسابات طبيَّة لَم تكن يومًا في صالحها.

وبين سطور كتابها هذا نراها وهي تتحدَّث راويةً لنا رحلتها الشاقة والطويلة مع المرض، وكيف تمكَّنَت بفضلِ قوة إرادتها وعزيمتها وقدراتِها العقليَّة مِن التعامل والتكيف مع هذا المرض القاتل الذي انتشر في أنحاء جسدها.

لقد تمكَّنَت لانا بطاينة عبر رحلتها الَّتي قطعَتها للبحث عن سُبل استقرارِ حالتها الصحيَّةِ مِن إلهام المئاتِ، بل الآلاف مِن البشر من حولها، واليوم تستعينُ لانا بمنصَّتها لمدِّ يدِ العون لغيرهم الكثيرين؛ ليكمِلُوا رحلتهم في دروبِ الحياة ويواجِهوا صعابها.