ارتبطتُ عاطفيًّا ببطلة الرواية التي لقَّبتُها بأجمل ما رأت عيني، ولكَي أعلِّمها الشوق والحنين كنتُ أبتعد عنها بضعة أيامٍ، وحين أعود إليها أجدها تخبرني أنَّها تموت في غيابي بالبطيء، وبأنِّي لا أعلِّمها الشوق، بل أعذِّبها به.
ثمَّ سافرتُ في رحلة عمل لمدَّة ثلاثة أشهُر، وإذا بي أُعَذَّب بفراقها، وهو نفس السلاح الذي عذَّبتُها به مع زيادة في لوم ضميري.
ولأنَّ الوقت لا يمضي، وكلُّ صُوَرها وذِكراها في مخيِّلتي، كتبتُ لها رواية "ملاك يزور الأرض"، وعندما رجعتُ مِن السَّفر ذهبتُ لبيتها، فوجدتُها منهارة، وظَهر ذلك في عينيها، فأشفقتُ عليها وقلتُ لها: سامحيني؛ فما أخَّرَني عنكِ سِوَى هذه الرواية التي ألَّفتُها لكِ.
فقالت: أنا لا أريدها، بل أريدكَ أنتَ، مِن فضلكَ احضنِّي.
وبالفِعل لَم تقرأ روايتها، ولَم تعلم شيئًا عنها حتَّى الآن!