لطالما تكلم الشعراء عن مراكش، وتكلم الأدباء عن فاس، وتغزل الطهاة بطاجين طنجة، والآن يتحدث الدبلوماسيون عن الرباط، المدينة التي أزهرت في الألفية الأخيرة، للوهلة الأولى قد تبدو مُمِلَّة هادئة لا يسمع فيها غير حفيف الشجر وأصوات السيارات البعيدة، لكنَّها تحمِل في طيَّاتِها مطاعِم فاخرة، ومطابِخ يتربَّع فيها الطاجين، وشوارع يكتسيها شجر البلُّوط، أما هدير محيطها فيعلو صاخباً متمازجاً بالرياح، إنها ليست بمدينة تفتح أذرعها للسياح، بل تعطي كنوزها لمن يكتشفها.