إنَّ الناظر في الحياة بتمعُّن يرى بأنَّ كثيرًا مِن الأمور التي تحدث مِن حولنا جاءت بعد نموِّ فكرةٍ ما في عقل الإنسان، وقد يعقد الإنسان على الفكرة قرارات قد تحدِّد مصيره في الحياة، فما يجول في خاطر الإنسان ليس له أثر داخلي فقط، بل إنَّ الكثير مِن الأعمال والأقوال التي تصدر مِن الإنسان ما هي إلا نتاج ما يُضمِر في الوجدان، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.
والكثير مِن المنجزات العظيمة التي نراها ما هي إلا أفكار قدحتْ في مخيلة المخترِع أو المبتكِر، وأيضًا هناك الكثير مِن الآلام والخراب بدأ بإشاعة ضلالة أو التسليم لِنِيَّة غير سويَّة أفسدَت استقرار البشر، فالأفكار لها طاقة مؤثِّرة بشكل كبير تتحوَّل إلى دوافع وعوامل تساهم في رسم وبلورة شخصية الإنسان وتحديد أهدافه وطموحاته.