تتعدَّد مشكلات الحياة الزوجية، وتتفاوت في شدَّتها، وأقساها يكون الانفصال الصامت بين الزَّوجين دون طلاق، والذي تبقى آثاره قاسية على الأبناء في المقام الأول، وهذا ما عاشَته "سيرين" وأختها الكبرى في أحداث هذه الرواية بعد انفصال والدها التركي الأصل عن والدتها الإماراتية منذ أن كانت جنينًا في رحِم والدتها، محاوِلةً مسايرة الحياة وتجاهُل شعور الحرمان مِن أبٍ تلجأ إلى كنفه في معترك الحياة.
فما الذي وَلَّدَ شعور الذنب في نفس "سيرين" كي يجعلها تعيش شعورًا مريرًا كونها سببًا في انفصال والدَيها قبل أن ترى عيناها نور الحياة؟! وكيف جازفَت بمحاولة الدخول في تفاصيل أعمق كانت سببًا في تفاقم مشاعر الألم والحزن، وتغيُّر شخصيتها المرحة إلى شخصية حزينة تصارع فيها مشاعر الثورة والغضب؟!