ثقوب في القلوب-bookcover

بقلم: د. نجاة سلطان

ثقوب في القلوب

رومانسية
العربية 452 الصفحات التقييمات:
اختر صيغة الكتاب: اختر

*متوفر مباشرةً من موزعينا، انقر على علامة التبويب "متوفر على" أدناه

الثقوب قد تبدو كلمةً بسيطة لا نلقي لها بالًا ولكن إذا ما اخترقت حياتنا حينها ندرك أنه من الصعب تجاهلها فأثرها لا ينسى فهو شق وخرق نافذ من جانب لآخر، ودائمًا ينتج عنه تغير الأوضاع عن سابق عهدها، فالثقوب قد تخترق الكثير من الكيانات والمجتمعات الحصينة والقوية على حين غفلة فيصيبها الوهن والضعف وهي تظن أنها ما زالت تنعم بقوتها، ولا تدرك أن الثقوب بدأت تنخر في أوصالها وتخترقها ببطءٍ غير ملموس، وكلما تضاعف التوغل كلما زاد الوهن في هذه الكيانات وتمكَّنت الثقوب من إحكام سيطرتها على كل المفاصل التي اعتبرت عصية على الاختراق. ومما لا شك فيه أن الوهن والضعف ومن ثم الاختراق هو نتيجة حتمية لعدم التآزر والتماسك بين عناصر تلك الكيانات مما يفقَدَها قوَّتها وصلابتها وبالتالي يصبح من السهل تفكيكها والقضاء عليها.

وإذا ما نظرنا للمجتمعات من حولنا نجد أن الثقوب المقيتة تتفشى بين أفرادها بشكلِ أو بآخر فهي قادرة على اختراق قلوب البشر ونسيجهم الاجتماعي فتثقب أواصر المودة والرحمة والقربى والصداقة والجيرة التي تجمع بين أفراد المجتمع، فتضعف عزيمتهم وقوتهم وتحيل ما كان يربطهم من رباط وشيج إلى علاقات هشة ركيكة قابلة للزوال والتلاشي، وتختلف المصادر التي أدت لوجود هذه الثقوب فمنها مصدره الغرور والتعالي على الآخرين، أو التفاخر بالأموال والمكانة الاجتماعية، وأخرى مصدرها التفاخر باللون والهيئة، وقد يكون للعادات والتقاليد التي لا تمتُّ للدين بصلة دورًا كبيرًا في تغذية هذه الثقوب وبالتالي تفشي ظاهرة التنمر الاجتماعي الذي يفتك بالقلوب.

وهذا ما ستتناوله أحداث رواية ثقوب في القلوب حيث ستتطرق لمجتمع يقع في بلادٍ يمكن تشبيهها بالفسيفساء لكونها تضمُ أعدادًا كبيرة من الأفراد الذين ينتمون لأصول وأعراق وثقافات شتى، بعضهم وفدوا للبلاد من دولٍ قريبة فاستقروا وتعايشوا مع أهل هذه البلاد، ولهم عادات وتقاليد متشابهة وأخرى مختلفة عن عادات أهل البلد الأصليين، ورغم التباين والتنوع الثقافي الذي ساد في المجتمع، إلا أنهم استطاعوا التعايش والانسجام وتأثروا بطباع أهل البلد وشكّلوا معهم مجتمعًا متماسكًا حيث نجحت المودة والرحمة أن تجمع بين قلوب سكان الحي وأن تسبغ عليهم جوٌّ من الطمأنينة والاستقرار، وسادت بينهم حالة من التناغم والانسجام والتآخي لسنواتٍ طويلة.

وعلى الرغم من علاقات المودة والرحمة والصداقة التي نشأت بينهم إلا أن الأمر لم يخلُ من ظهور بعض المناوشات وحالات التنمُّر التي تطفو على السطح بين الفينة والأخرى، خاصة إذا ما اقترب أحدٌ من عرين العادات والتقاليد التي تربوا ونشؤوا عليها، فبرز التنمُّر فيما بينهم نتيجة سعي بعضهم للاستقواء على الآخرين بالقوة والسلطة والمكانة الاجتماعية أو المادية، أو الجسدية، أو التفاخر بالعرق أو الجنس، أو اللون، فثمة أمور لم يتمكن البعض من تجاوزها أو التغاضي عنها فهي موروثات ترسَّخت في العقول والقلوب وتم تداولها عبر أجيالٍ طويلة وإن كان بعضها لا يمُتُّ للدين بصلة، ولم يقتصر هذا التصرف على فئة أو طبقة اجتماعية دون أخرى، ولكنه طال أيضًا الأفراد الذين ينتمون لأعراق وثقافات مختلفة فبرز التنمر اللفظي، أو البدني أو، أو العاطفي، ونشر الشائعات والفضائح.. كل هذه السلوكيات العدوانية كانت بمثابة الشرارة التي جلبت معها الآلام وعمقت الهوة بين البعض منهم.

فهل سيتمكن أبطال هذه الرواية من تجاوز تنمُّر الماضي ويصفحوا عن الثقوب المؤلمة التي أدمت قلوبهم ليحظوا بحياة أكثر سعادة؟ هذا ما ستتعرفون عليه عند قراءتكم لأحداث رواية ثقوب في القلوب.

حاصلة على درجة دكتوراه الفلسفة في الإدارة العامة في موضوع "أثر الصراع التنظيمي على صُنْع القرارات الاستراتيجية" مِن كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة.

حاصلة على درجة ماجستير في الإدارة العامة في موضوع "الضغوط الإدارية وأثرها على اتخاذ القرارات الإدارية" مِن كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة.

محاضر في معهد التنمية الإدارية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

عضو فريق هيئة إعداد المجلة الدولية للعلوم الإدارية (الإصدار العربي).

مدير البحوث والاستشارات بالوكالة – معهد التنمية الإدارية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

رئيس قسم القبول والتسجيل – معهد التنمية الإدارية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

تَهوَى الرسم والمطالعة وكتابة القصص والروايات.


تعليقات العملاء
0 الآراء
اكتب تعليقًا
سيتم مراجعة مشاركتك ونشرها قريبًا. سيتم حذف المراجعات المتعددة لكتاب واحد من نفس عنوان IP