بينما تتنقَّل أنت بين ضفاف الحياة المتباينة هذه، قد يسوقك ويرويك حلم، أثناء نومك، أو أثناء صحوك، قريبًا جدًّا كما حدث مع صديقي ذاك، وحينها ستثني ركبتَيك استسلامًا مرارًا، وستعلو شموخًا حتَّى سموات الله العُلَى، ويصيبك شبق النجوى والفرح، ثمَّ إنَّك سوف تبكي وتضحك، تطير وتقع، ولسوف تموت، ولسوف تحيا.
هي أمواج الحياة تتقاذفني هكذا يمنة ويسرة كحلم صاحبي ذاك، حتَّى التقَيتُها، وبات للحلم بُعدٌ مختلفٌ ولونٌ فريدٌ.
جُنَّ جنوني بها أكثر، بينما كانت هي الطرف الأعقل، أعقل زيادة عن اللزوم، هكذا كنتُ أقول لها فتجيبني: بل اترك أنتَ همجِيَّتك واندياحك هذا قليلًا.
صار كلُّ ذلك قبل أن تتناوبني ذات الأمواج الخادعة، ثم تقحلني في ظلمات عدَّة، ومع تلك الظلمة راح فِكري وعقلي وكلِّي يناجي صديقي الحبيب، أخي، ذلك الغائب الحاضر.