صفحة زرقاء | Austin Macauley Publishers
 صفحة زرقاء-bookcover

بقلم: أدهم منذر

 صفحة زرقاء

قصص قصيرة
العربية 56 الصفحات التقييمات:
اختر صيغة الكتاب: اختر

*متوفر مباشرةً من موزعينا، انقر على علامة التبويب "متوفر على" أدناه

ليس لأحد لكنَّه للجميع، ليس لكِ إن ظننتِ أنَّكِ المقصودة، بل لكِ لأنَّكِ لَم تظنِّي أنَّكِ المقصودة، ليس للقراءة بل للتأمُّل في الروح، وليسَ للتأمُّل لأنَّهُ للقراءة.

هو لا يُعبِّر عن خيالِ الكاتب لأنَّه الواقع بخيالهِ والخيالي بواقعهِ، هو العالمُ الافتراضي الذي فرضَ علينا عالمهُ، وأدخلنا في افتراضاتهِ.

 في كل صفحةٍ هناك صفحةٌ زرقاء، وفي كل صفحة زرقاء هناك مساحة للذات وللآخَر كي يرى كم مرة تحطَّم قلبهُ، وكم مرة حَطَّم قلبَ غيره، وكم مرة مرَّت ولَم يحطّم أي قلب!

صفحة زرقاء فضاء بلون السماء، وتناقض الفيسبوك وجماله ولوعته واحتراقنا فيه، والتفافه على أعناقنا كوشاح أزرق مزركش بوجوه الغيوم العجاف.

 صفحات الفيسبوك ووجوهه باتت تحاصرنا، تأخذ منَّا مَن نحبُّ، ويأخذ مَن نحبُّه منَّا كلَّ شيء ويتركنا للعالم الأزرق متخبِّطين فيه، حالمين بأن نصبح يومًا ما في القريب العاجل ما نريد أن نكون إذا ما استطعنا إليه سبيلًا.

لون قلب الحب أزرق، والشمس زرقاء، والليل أزرق، والقمر أزرق، والبحر أصفر بلون وجهي الشاحب.. صفحة زرقاء لكم لكَي تعيدوا عقارب ساعاتكم لِمَا قبل توقيت الفيسبوك والسوشيال ميديا والتوقيت المقدَّس، وتكونوا مَن يقرِّر.. هل نستطيع أن نحبَّ مِن خلف الشاشات الزجاجية ونتكاثر مِن خلال حسابات الفيسبوك وغيره؟! ربَّما سنفعل ذلك ذات يوم.


 

في زمن الصّفحاتِ الزّرقاء، قرَّرَ أَنْ يكون صفحةً بيضاء، يكتب فيها عنِ الإنسان والحياة، عن العلاقاتِ الاجتماعيّة وعوالمِهَا المُختبئة خلْفَ زُجاجِ الأرواح وصَمْتِ القلوبِ، باختصار؛ هو مساحةٌ من الفراغِ في عالمٍ تَزدحِمُ فيه الأفكارُ، وتَهربُ مِنه كُلُّ نَفسٍ توّاقةٍ للارتقاءِ والسّموِ، لِيكونَ ذاتَ يومٍ ما سَيكون.

((خطّطتُ أولى الأحرف بقلم الرّصاص عندَما كنتُ طفلاً يكتشفُ الكلمات، ويتعرّف عليها لأمسحُها بسهولةٍ بممحاةٍ صغيرةٍ؛ إنْ لَمْ تُعجبْني، وعندما كَبرَ العالم بداخلي وضَاقتْ عليّ جدرانهُ، كتبتُ عَنه بالقَلمِ الأزرقِ مُفرداتٍ وتراكيبَ لا يُمكنُ أَنْ تُمحى مِن ذاكرةِ الصَّخر لَدي، واليومَ فَتحْتُ لِنفسي البابَ، وأطلقْتُ لروحي مُعانقةَ السَّماءِ، ومِنْذ تِلْكَ اللّحظة والعالمُ بالنّسبةِ لي لوحةٌ بيضاء أَرسمُ عليها بالأزرقِ خربشاتٍ وفنَّاً، ووجوهاً لأشخاصٍ رَمَتْ بِهم الحياةُ في دَربي الوعرِ، وعالمي المجنون اللّامحدود فأَنْسج من بقاياهم سُطوراً أو صفحاتٍ وأكتب ما استطعتُ إليه سَبيلا)).

تعليقات العملاء
0 الآراء
اكتب تعليقًا
سيتم مراجعة مشاركتك ونشرها قريبًا. سيتم حذف المراجعات المتعددة لكتاب واحد من نفس عنوان IP