ليس لأحد لكنَّه للجميع، ليس لكِ إن ظننتِ أنَّكِ المقصودة، بل لكِ لأنَّكِ لَم تظنِّي أنَّكِ المقصودة، ليس للقراءة بل للتأمُّل في الروح، وليسَ للتأمُّل لأنَّهُ للقراءة.
هو لا يُعبِّر عن خيالِ الكاتب لأنَّه الواقع بخيالهِ والخيالي بواقعهِ، هو العالمُ الافتراضي الذي فرضَ علينا عالمهُ، وأدخلنا في افتراضاتهِ.
في كل صفحةٍ هناك صفحةٌ زرقاء، وفي كل صفحة زرقاء هناك مساحة للذات وللآخَر كي يرى كم مرة تحطَّم قلبهُ، وكم مرة حَطَّم قلبَ غيره، وكم مرة مرَّت ولَم يحطّم أي قلب!
صفحة زرقاء فضاء بلون السماء، وتناقض الفيسبوك وجماله ولوعته واحتراقنا فيه، والتفافه على أعناقنا كوشاح أزرق مزركش بوجوه الغيوم العجاف.
صفحات الفيسبوك ووجوهه باتت تحاصرنا، تأخذ منَّا مَن نحبُّ، ويأخذ مَن نحبُّه منَّا كلَّ شيء ويتركنا للعالم الأزرق متخبِّطين فيه، حالمين بأن نصبح يومًا ما في القريب العاجل ما نريد أن نكون إذا ما استطعنا إليه سبيلًا.
لون قلب الحب أزرق، والشمس زرقاء، والليل أزرق، والقمر أزرق، والبحر أصفر بلون وجهي الشاحب.. صفحة زرقاء لكم لكَي تعيدوا عقارب ساعاتكم لِمَا قبل توقيت الفيسبوك والسوشيال ميديا والتوقيت المقدَّس، وتكونوا مَن يقرِّر.. هل نستطيع أن نحبَّ مِن خلف الشاشات الزجاجية ونتكاثر مِن خلال حسابات الفيسبوك وغيره؟! ربَّما سنفعل ذلك ذات يوم.