تمَّ إصدار كتاب “النوع المتحرك” يوم الجمعة، وهو كتاب فريد مِن نوعه في قصة كَتَبها أكثر مِن 100 كاتب مِن جميع أنحاء العالم، وتدور أحداث القصة وسط جائحة عالمية.
كتاب “النوع المتحرك” هو عبارة عن مشرع تمَّ تنسيقه بواسطة ديفيكا شارما، وهي متخصِّصة تسويق في دبي، و قد استغرق الأمر ستَّ سنوات مِن أجل تنسيق التعاون الرقمي بين كُتَّاب أكثر مِن دولة في العالم، الإمارات العربية المتحدة، وأستراليا، والمملكة المتحدة، وكندا، والهند، والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها العديد مِن الدول.
يأخذ كُتَّاب النوع المتحرك القُرَّاء في رحلة مِن المغامرة والإثارة والرومانسية عن بطلة القصة الرئيسة نادية، التي تتورط عن غير قصد في الفساد الدوائي لمختبرات ليث، بعد تلقِّيها رسائل مشفَّرة مِن مصدر مجهول.
ينتشر فيروس في جميع أنحاء مدينة ماتانا، وتمَّ أخْذ نادية رغمًا عنها لتخضع لاختبار تجربة طبيَّة شاقَّة، ويتم حقنها بجرعة أرجوانية عميقة مِن Budlyt-19.
ومع تحوُّل الأصدقاء إلى أعداء، وتحوُّل الولاء إلى الخيانة، وتحوُّل الترياق إلى هوس في مطاردة رأسمالية في مدينة ماتانا للاستفادة المادية منه، فهل ستنجو نادية يومًا مِن أيدي الفساد؟
فكرة الكتاب جاءت لديفيكا شارما عندما كانت في الجامعة، عندما كانت تحلم بأن تصبح كاتبة أو ناشرة/ محرِّرة، ولكن لحُسن حظِّها أنَّها وجدَتِ الطريق لتحقِّق الثلاثة معًا.
استغرق الأمر ستَّ سنوات لإتمام الكتاب مِن خلال تعاون رقمي لمدة عام بين كُتَّاب مِن الإمارات العربية المتحدة، وأستراليا، والمملكة المتحدة، وكندا، والهند، والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها العديد مِن الدول الأخرى.
وفقًا لديفيكا شارما “الرسالة الرئيسة مِن هذا الكتاب بسيطة، أقوى الفصول تُولَد مِن أصعب الأوقات،
في خضمِّ الوباء كان مِن المذهل التواصل مع كُتَّاب غرباء تمامًا مِن جميع أنحاء العالم، ومع ذلك كنَّا هنا نصنع شرنقة صغيرة جميلة يمكننا الهروب إليها بمجرد القيام بذلك ما جلب لنا سعادة، والسعي وراء هدف لا مثيل له”.
تشيد ديفيكا بالخاصيَّة الفريدة للكتاب، حيث يحمل كل فصل أسلوبه الخاص، وأجندته الخاصة، وصوته الخاص، حتى لو لَم يكن هناك عنوان كبير يفصل بين كل فصل، فإنَّك ستتمكَّن على الفور مِن الشعور بأنَّ كاتبًا جديدًا قد بدأ العمل على القصة.
مِن الناحية النظرية يبدو هذا وكأنَّه كارثة محتمَلة، لكن كان مِن الرائع رؤية كيف يمكن أن تنتقل القصة مِن كاتب إلى آخَر بسلاسة.
تمَّت كتابة الكِتاب مِن قِبَل العديد مِن المؤلِّفين مِن جميع أنحاء العالم، لقد تقدَّم مؤلِّفو النوع المتحرك، وشاركوا تجربتهم في المساهمة في هذا الكتاب.
قالت (زها) إحدى مؤلفِّي هذا الكتاب والتي سوف تتخرَّج قريبًا مِن قسم اللغة الإنجليزية والدراسات الثقافية:
“منذ الطفولة، كان لديَّ شغف بالكتابة، فكلَّما سنحَت لي الفرصة كنتُ أكتب القصص القصيرة والقصائد، وأصبح مِن أهدافي مشاركة عملي علنًا، وعندما اكتشفتُ هذا المشروع، وقرأتُ الفصول القليلة الأولى كنتُ مفتونة بالغموض الذي يكتنف القصة، وكيف سأدفع الحبكة إلى الأمام.
كانت فكرة قيام أشخاص مِن جميع أنحاء العالم ببناء قصة معًا مثيرة للغاية، لدرجة أنَّني انتهزتُ الفرصة لأكون جزءًا منها”.
وتحدَّثَت عن شعورها حيال كتابة فصل واحد فقط، فقالت:
“أولًا: تعاملتُ مع هذا المشروع بكل شغف لفكرة كتابة فصل واحد مِن رواية كبيرة، ومع ذلك بمجرد جلستي للكتابة بدأتُ أشعر بالضيق.
ثانيًا: شعرتُ بالتوتر، ليس فقط لأنَّني أحمل حبكة أكثر، ولكن لأنَّني أُدرِك أنَّه عليَّ أن أمهِّد الطريق للكاتب التالي ليبني أعماله، للتأكُّد مِن أنَّ فصلي يتدفَّق بسلاسة أكثر مِن الفصل السابق، فلقد قمتُ بتدوين الموضوعات الرئيسة وسمات الشخصية؛ حتى لا تخلق أي ثغرات في المؤامرة”.
علاوة على ذلك أضافت:
“لقد قام المؤلفون السابقون بالفعل بعمل رائع في خلق نغمة غامضة في جميع فصولهم، وكنتُ مغرمة بشكل خاص بموضوعات البقاء والاكتشاف؛ لذلك حاولتُ أن أكتب عن هذه الموضوعات في فصلي”.
تمَّ سؤال إليزابيث تين كيت – وهي مؤلفة مِن ضمن مؤلفي هذا الكتاب – عن سبب اختيارها للمشاركة في المشروع، فقالت:
“أثناء الإغلاق شعرتُ بأنَّ عالمي أصغر بكثير مِن المعتاد؛ لذلك شعرتُ بالرغبة في التفاعل خارج شبكتي المعتادة، وبدَت فكرة العمل على قصة مع مجموعة مِن الكُتَّاب الغرباء العشوائيِّين رائعة”.
وتحدَّثَت عن شعورها مِن خلال كتابة فصل واحد فقط، حيث أضافَت:
“قرأتُ الفصول السابقة، ودوَّنتُ عدة ملاحظات، فكانت هناك بعض النقاط التي تمَّ التطرُّق إليها في الفصول السابقة، ولكن لَم يتمَّ تطويرها أكثر؛ لذلك أردتُ الإشارة إليها لجعلها تشعر بأنَّها متعمَّدة، ولا يتمُّ التغاضي عنها”.
عندما سُئِلَت عن الموضوعات التي تصوَّرَت أنَّها تتخيَّلها عند الانتقال إلى الفصل الخاص بها قالت:
“أردتُ الرجوع إلى الأشياء التي تمَّ ذِكرها في المراحل السابقة مِن القصة حتى شعروا بأنَّها متعمَّدة، وأردتُ إضافة شيء مِن شأنه أن يجعل المؤامرة تظهر بشكل أقلَّ بالأسود والأبيض”.
إليزابيث مِن هولندا لكنَّها عاشت في لندن، وخلال السنوات السبع الماضية درسَتِ الفلسفة، وعملَت في التسويق والاتصالات لبضع سنوات، وتتدرَّب حاليًا لتصبح مصمِّمة جرافيك، وكان حلمها الأساسي دائمًا أن تُصبح روائية ناشرة.
وتمَّت مقابلة مؤلفة موهوبة أخرى هي (جوليا مالون)، وقالت إنَّها تريد المشاركة في هذا المشروع؛ لأنَّها أحبَّت التحدي الإبداعي.
الكتابة هي هوايتها الشخصية، ومع انتشار الوباء قضَتِ الكثير مِن الوقت بمفردها أكثر مِن أي وقت مضى، وقد أعطتها هذه الفرصة طريقة رائعة للتعاون مع المبدعين مِن جميع أنحاء العالم، حيث وسعَت مهاراتها في الكتابة للمشاركة في إنتاج عمل تمَّ إنشاؤه بواسطة خيال متنوِّع وفريد للكثيرين.
عندما تمَّ سؤالها عن شعورها مِن خلال كتابة فصل واحد فقط قالت:
“كانت كتابة فصل واحد فقط أمرًا مثيرًا، لَم يكن لديَّ أي فكرة عن كيفية تأثير ذلك على السرد، والمضِيّ قُدُمًا، والقراءة كل أسبوع لأرى كيف تمَّ نسج الخيوط معًا مِن أفكار كلِّ مؤلف، فكانت رحلة تفاعلية رائعة للمُضِيّ قُدُمًا.
للتأكُّد مِن أنَّ الفصل يتدفَّق مِن الفصل السابق، اخترتُ تفاصيل الشخصية الرئيسة، وأضفتُ عليها، مثل وجود (تارا) على وسائل التواصل الاجتماعي.
سألتُ نفسي: كيف يمكن أن يكون هذا جزءًا مِن القصة؟”
تخصَّصَت (جوليا مالون) في اللغة الإنجليزية في جامعة تورنتو، واستكشفَتِ العديد مِن مجالات الأدب المختلفة.
تقوم جوليا بتدريس الصف الثالث لمدة أربع سنوات، وبدأَت في إنشاء نادي Microfiction بعد المدرسة لعدد مِن الطلاب المبدعين في مدرستها.
تحدَّثَت أكثر عن تجربتها، فقالت:
“أحد الموضوعات الكبيرة التي رأيتُها تنتقل إلى الفصل الذي كتبتُه كان موضوع العزلة، فلدَينا عزل واضح للشخصيات في حالة الإغلاق، وغير قادرين على الالتقاء شخصيًّا، ولكن لدينا أيضًا إحساس صارخ بالعزلة الذي يُظهِر في مكالمات الفيديو الخاصة بالشخصيات أثناء محاولتهم فهم جزء مِن حياة بعضهم البعض والعثور عليها أنَّ كلَّ واحد يبدو عديم الجدوى.
يحاول ( رون) الهروب مِن عزلته مِن خلال ألعاب الفيديو، وتفعل تارا نفس الشيء مِن خلال متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتواصل مع مئات الآخرين في محاولة للتواصل، بينما يشعرون جميعًا بالضياع في المجهول خلال الوباء.
يبدو أنَّ (آدي ) و(نادية) محظوظان؛ لأنَّهما يقابلان بعضهما البعض للوهلة الأولى، لكنَّنا سرعان ما ندرك أنَّ ابنَيِ العمِّ لا يعرفان سِوَى القليل عمَّا يحدث بالفعل في عوالمهما الشخصية.
تأتي عزلة آدي مِن خلال يأسه مِن السيطرة، ممَّا يدفعه إلى طريق مثير للجدل، وبالتالي التأثير على مصير نادية”.
مِن هنا تبدأ القصة! كيف تتعامل هذه الشخصيات الأربع مع شعورهم بالعزلة؟ كيف تؤثِّر على الحبكة؟ بدا هذا الموضوع مناسبًا لاستكشافه، والحرص على اكتشاف كيف يمكن أن يكون قد أثَّر أو لا يؤثِّر على خاتمة الكتاب.”
تمَّت مقابلة (جيريمي) أحد المؤلفين المشاركين في كتاب “النوع المتحرك”، عندما سُئل عن سبب رغبته في المشاركة في المشروع قال:
“أتمنَّى أن أُصبِح يومًا ما روائيًّا، لقد كان حلمي منذ 12 عامًا أو نحو ذلك، لقد كتبتُ هذا في وقت لَم أكن متأكِّدًا مِن أنَّ هذا الحلم في متناول اليد، ومع ذلك فقد فعلتُ هذا مِن أجل المتعة أيضًا لمعرفة ما سيحدث.”
ألقى (جيريمي) الضوء أيضًا على كتابة فصل واحد فقط، وكيف تأكَّد مِن تدفُّقه مِن الفصل السابق ، حيث قال:
“لقد قرأتُ الفصول السابقة التي أعطَتني فكرة عمَّا يمكن أن يَحدث بعد ذلك، هذا جزء مِن المتعة، فالفصول السابقة هي سيناريو يعود إلى تفسيرات الكاتب بالنسبة لي، وكيف كانت تشعر الشخصيات، وأين كانوا، ثم أصبح الأمر يتعلَّق بالارتجال والتخطيط”.
كما ألقى (جيريمي) نظرة ثاقبة على خلفيَّته، فقال:
“هذا أمر شامل للغاية، لقد تخرَّجتُ للتوِّ في دورة لَم أكن أرغب في القيام بها بشكل خاص، واضطُرِرتُ إلى اختيارها؛ لأنَّ خياري الأصلي (الأدب الإنجليزي) تطلَّبَ ما لَم يكُن لديَّ.
أنا أصمُّ، وُلِدتُ لأبوَين مطلَّقَين، ولديَّ حبٌّ للكتب، وأحلم أن أُصبِح روائيًّا متفرِّغًا يومًا ما.
في الوقت الحالي بينما أنتظر لبدء الماجستير، أعمل مِن خلال تقديم المخطوطات إلى الوكلاء والناشرين.. أكتب ديستوبيا وألغازًا ودراما”.
كما أُتِيحَت لنا الفرصة للتحدُّث إلى (ليان برايس) التي شاركَت في المشروع، فقالت:
“لطالما أحببتُ الكتابة، وأردتُ دفع نفسي أثناء الوباء، وقد رأيتُ أنَّ فترة الإغلاق يمكن استغلالها لعمل شيء جيد .
شعرتُ بالتوتُّر عند كتابة فصل واحد فقط، ولكن كان مِن المدهش أن أرى كيف يمكن لصفحة واحدة أن تغيِّر حتى نوع القصة.
كنتُ أرغب في إظهار تطوُّر الشخصية والعواطف مِن خلال مشهد شديد التوتُّر، أردتُ أن أعرض موضوعات الصداقة والخيال العلمي المفضَّلة لديَّ في الكتب”.
أحد المؤلِّفين المشاركين لهذا الكتاب (مات فادج) الذي كتب فصلًا في الكتاب يشاركه أفكاره أيضًا، قال: “أردتُ أن أكون جزءًا مِن هذا المشروع؛ لأتمكَّن مِن نشر كتاباتي بأي طريقة ممكنة، فكتابة فصل واحد كانت غريبة.
شعرتُ كأنَّني أُرسِل طفلي إلى البرية دون معرفة ما سيفعله باقي الكتاب بشخصيَّتي وأفكار الحبكة التي أعدَدتُها.
لقد ربطتُ فصلي بالفصول السابقة مِن خلال النظر فقط في شخصية واحدة لَم يتمَّ التطرُّق إليها بعد، بحيث كانت مستمرَّة ومتقدِّمة.
هذا بالتأكيد هو أول شيء نشرتُه؛ لذا حتى لو كان جزءًا صغيرًا منه لي فمِن الرائع أن أكون جزءًا منه، وقد حاولتُ حقًّا التحدُّث عن الوحدة في فصلي، وتأثيرها على الأشخاص الذين لا يستطيعون الهروب منها”.
وأضافَت (ريبيكا ستيل) مؤلِّفة “مشاركة أخرى”:
“كانت فكرة العمل مع العديد مِن الأشخاص في جميع أنحاء العالم لإنشاء قصة مثيرة شيئًا جيدًا خلال الجائحة، حيث كانت أشياء كثيرة غير مؤكَّدة، وكان الكثير مِن السلبية في الهواء”.
يعود الفضل في ابتكار مثل هذا المفهوم الكبير إلى (ديفيكا شارما) وهو فريد مِن نوعه في القصة والإبداع، وقد تمَّت كتابة مشروع الكتاب هذا وتوضيحه مِن قِبَل أكثر مِن 100 مساهم مِن جميع أنحاء العالم.
إنَّه كتاب يجب قراءته، ونحن على يقين مِن أنَّك لن ترغب في تفويت فرصة قراءة هذا الكتاب، ففي الطبيعة التعاونية للكتاب سَيَتِمُّ التبرُّع بجميع العائدات إلى نادي الليونز.
يمكنك الحصول على نسخة مِن هذا الكتاب هنا.
نتمنَّى لكم قراءة سعيدة!