في خلال أيام يحل علينا موسم شهر رمضان المبارك والذي يُعد الموسم الأشهر في العالم العربي والإسلامي. يتهافت الناس على العبادات كالصلاة والصوم والزكاة وصلة الأرحام بالإضافة إلى الاجتماع على مشاهدة الأعمال الفنية والأدبية. وبطبيعة الحال يجد أصحاب المواهب وهؤلاء القادرون على التعبير عن أنفسهم عن طريق القلم مشقةً خلال نهار رمضان نظراً لقلة الطعام و انخفاض نسبة السكر في الدم. فنجد تكاسُلاً وتسويفاً في القيام بالكتابة وتأجيلها إلى ما بعد رمضان.
في هذا المقال، سنتناول بعض نصائح أوستن ماكولي للنشر التي قد تساعد أصحاب الأقلام والكُتاب في تبنيّ روتيناً يومياً للإنتاج الأدبي والمساعدة على التركيز في نهار الشهر الكريم.
أولاً: استعد لشهر رمضان وخطط ليومك
رمضان شهر انتهاز الأوقات الصغيرة ما بين الصلوات واستراحات العمل. تبدأ يومك بالانتقال لمقر عملك، والاستفادة بأوقات التنقل مهم للغاية، يمكنك على سبيل المثال الاستماع لكتاب صوتيٍ كي يلهمك. لمطالعة صفحة الكتب الورقية والإلكترونية الصوتية من دار أوستن ماكولي اضغط هنا. أو يمكنك الاستماع لما تيسر من القرآن الكريم كذلك. وعند عودتك من العمل، وقبل أخذ قيلولة الظهيرة، يمكنك قراءة ما تيسر لك، ثم تستيقظ قبيل الإفطار فتقوم ببعض الرياضة، ثم تقوم بالإفطار وإتمام قيام الليل وقضاء وقت مع العائلة، بعدها يمكنك تخصيص نصف ساعة أو ساعة للكتابة قبيل النوم.
يمكنك تخصيص هذه الساعة في وقتٍ آخر كذلك، فهناك من يستيقظ قبيل صلاة الصبح لتناول السحور، ثم يبدأ يومه بعد الصلاة بقراءة القرآن ثم ممارسة بعض الرياضة، فيمكن له أن يأخذ ساعة الكتابة بعد ساعة التريض على سبيل المثال.
الشاهد هنا هو أهمية تنظيم الوقت وتخصيص وقت محدد للكتابة خلال شهر رمضان بما يتناسب مع مقدرة الكاتب. ويجب الصبر على تنفيذه لأن في بداية أي روتين بعض الصعوبات حتى يتم الاعتياد عليه.
ثانياً: اهتم بمعدتك
كما قال محمد -صلى الله عليه وسلم- : المعدة بيت الداء. كل الأمراض مقرها وأساسها المعدة وما تأكل. وكثيراً ما نجد في رمضان تحوّل في مفهوم الزهد ونجد التباهي بأصناف الطعام ويأكل أحدهم طعام إفطاره حتى يمتلأ فلا يقوى على عملٍ بعدها أو عبادة، وكثيراً ما نرى زيادة في نسبة السِمنة نتيجة كثرة الطعام وعدم جودته. لذا، فنصيحة عامة، اهتم بما تأكل، ولا تسرف، لا تأكل حتى تجوع، وعندما تأكل، لا تشبع. ونوّع في أصناف الطعام بين البروتين والكاربوهيدرات والدهون الغير مهدرجة. فإذا أردت أن تشرع في الكتابة وتخصيص وقتٍ لها وأنت بكامل طاقتك، كل ما ينفعك فقط. وانظر مقولة أجدادنا: “إذا إمتلأت المعدة، نامت الفكرة” وتأمل صدقها.
ثالثاً: اشرب الكثير من المياه من بعد الإفطار
اشرب الكثير من المياه من بعد الإفطار. واحرص على كوبين من الماء وقت التسحر. فمعدل ليتران أو ثلاثة من المياه يومياً، يجنبك الشعور بالجفاف في ساعات الصيام، ويساعدك على الحفاظ على طاقتك خلال ساعات الصيام.
رابعاً: راقب نسبة السكر في الدم
تقل نسبة السكر في الدم نتيجة للصيام وهذا ما يجعلك تشعر بالإرهاق والتعب في نهار رمضان، ولهذا فننصح بتناول بعض الكاربوهيدرات المعقدة في وجبة السحور لأنها تأخذ وقت حتى يتم هضمها وذلك بالإضافة إلى بعض البروتين والخضروات والفاكهة.
خامساً: نَم جيداً
في رمضان دائما ما تختل الساعة البيولوجية نتيجةً لكثرة الأنشطة التي يقوم بها الناس كالصلاة والصيام والاجتماع مع العائلة والأصدقاء، وفي حالتنا، يؤثرة هذا على إبداعية الكاتب، لذا فمن الواجب الحرص على الحصول على ستة ساعات من النوم بأقل تقدير، لتجنب الشعور بالإرهاق وللاستمرار في الانتاجية.
سادساً: تجنب المجهود البدني المبالغ فيه
ممارسة الرياضة واجب يومي ولكن في خلال شهر رمضان، حاول أن تكون ذكياً في اختيار التوقيت المناسب والأحمال اللازمة كي لا تفقد طاقتك وتشعر بالإرهاق. ولا تنس أن تقوم بتمارين التنفس والتي تساعد على إمداد اجسامنا بكميات كبيرة من الأكسجين المنشط والذي يساعدنا على التركيز وزيادة الإنتاجية.
سابعاً: تجنب درجة الحرارة المرتفعة
أما عن رمضان هذا العام، فإنه سيأتي في جوٍ صحوٍ في منتصف فصل الربيع، وفصل الربيع نهاره ليس بنهار رمضان إذا جاء في الصيف بل وأقصر منه زمناً، لذا فالمناخ سيكون أفضل بكل تأكيد عن سابقاته. ودائماً ما تكون ساعات العمل أقل في شهر رمضان. فهنا في دولة الإمارات العربية المتحدة تقل ساعات العمل إلى خمس او ست ساعات يومياً مما يساعد على تقليل الإجهاد وإعطاء الصائمين فسحة من الوقت للراحة والعبادة. فيا حبذا محاولة تجنب درجة الحرارة المرتفعة في نهار رمضان حتى ولو كان الجو صحواً، فقد يرهقك هذا ويؤثر على إنتاجيتك.
ثامناً: قلّص من استهلاك الكافيين والنيكوتين
شهر رمضان فرصة جيدة لتقليص استهلاك الكافيين والنيكوتين. فنقص النيكوتين دائماً ما يولد عصبيةً في نهار رمضان والكافيين مُدرٌ للبول فسيجعلك تفقد الكثير من المياه والتي قد تحتاجها في نهار رمضان لتجنب الجفاف. لذا فحاول تقليل نسبة الكافيين والنيكوتين ما بعد الإفطار.
تاسعاً: لا تتوقف عن القراءة والمشاهدات
القراءة والمشاهدات هما الملهمتان الأصليتان لأي كاتب. فلا تتوقف عنهما في خلال شهر رمضان حتى لو كنت ستغير نوع المدخلات وتميل أكثر للقراءات والمشاهدات الدينية نظراً لقدسية الشهر. ولكن لا تتوقف، لا يُوجد قماشٌ بلا قطن!
عاشراً: جاهد نفسك على الكتابة كل يوم
اكتب كل يوم، اكتب ولو كنت مرهقاً، اكتب ولو كنت متعباً، اكتب ولا تمل. فهذا حال الصادقين، وكما قال الشاعر:
وما نيل المطالب بالتمني .. ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً
لذا فإن كان هدفك أن تستمر في الكتابة، فاظهر الحرص والمثابرة في تنفيذ هذا خلال شهر رمضان، واعط كل شيء حقه، فوقتها فقط ستشعر بالإنجاز والنجاح.