ليز سميث
عندما كنت أصغر سنًّا وأشكُّ في نفسي - عندما كنت أشعر بالغباء أو العجز - كانت أمي تقول لي دائمًا: "أجل، لكن لديكِ ذكاءٌ عاطفي". خلال سنوات دراستي الجامعيَّة، في أقصى وزني (بفضل ليالي الطلاب الجدد المكرَّرة وكثرة الوجبات الجاهزة!)، كانت تقول لي: "أنتِ لستِ سمينة؛ لديكِ الشكل الذي يرسمه الفنَّانون". لاحقًا، اكتشفتُ أن اللوحة التي كانت تشير إليها هي لوحة بوتيتشيلي، المعروفة برسمها للنساء الممتلئات! لكن كان من اللطف منها قول ذلك، وتقبّلتُ ذلك لسنوات، ومنحني ذلك بعضَ الثقة... حتى اكتشفتُ ذلك!
بالنظر إلى الماضي، أرى أن أمي الحبيبة حاولت دائمًا أن تجعلني أشعر بتحسُّن تجاه نفسي. لكن مع تقدُّمي في السن، أدركتُ أن الشعور الحقيقيَّ بكونكِ "جيِّدة بما يكفي" يجب أن ينبع من الداخل. إنَّه درسٌ استغرق مني سنوات لأتعلَّمه، وهو درس ما زلتُ أعاني منه كامرأة في أواخر الأربعينيَّات من عمري. أحيانًا أجد نفسي أُغيّر سلوكي ليناسبَ الآخرين، أو أوافق على أمرٍ أعلم أنَّني لا أرغب في فعله خوفًا من الإساءة أو ألا يُطلب مني مجدَّدًا!
لهذا السبب قرَّرتُ كتابة هذا الكتاب. أردتُ أن أُظهر لطفليَّ - وبصفتي مُعلّمة، للأطفال الذين أُعلّمهم - أنَّهم كفو كما هم عليه. الهدف هو مساعدتهم على أن يصبحوا أفضل نسخة من أنفسهم، لا مجرَّد فكرة شخص آخر عما يعنيه الكفاية.
أتمنَّى لو تعلَّمتُ بعض دروس هذا الكتاب في وقتٍ سابق من حياتي. كآباء ومعلّمين، نريد أن نُزوّد أطفالنا بالأدوات اللازمة لإدارة مشاعرهم والتعامل مع المشاعر الصعبة عند ظهورها. آمل أن يُساعدكم هذا الكتاب على تحقيق ذلك.
بصفتي أمًّا، أُدرك أنَّ كلَّ ما نريده هو أن ينمو أطفالنا ليصبحوا أفرادًا واثقين وسعداء، يؤمنون بقيمتهم الذاتيَّة. هذا كلُّ ما نتمنَّاه - وهو أكثر من الكفاية.