الدرويش
إنَّ الدرويش لا ينحدر مِن منطقة بعينها في الشرق، على الرغم مِن أنَّه وُلِد كزبد البحر على الشاطئ، بل يحِسُّ بأن جسده مجبول مِن كل ذرَّة مِن ذرَّات تراب هذا الشرق.
تنقَّل في العديد مِن الأعمال المهنية دون أن يحترف أياً منها، فيما كانت جمرة الكتابة تتَّقد بصدره يوماً بعد آخَر وعاماً تلو عام، إلى أن اشتعلَت أخيراً، واستعر لهيبها، وأحرق كل الأوراق البالية.
جذوره الضاربة في الشرق كانت تحتِّم على شجرته الارتفاع علواً في السماء لاستكشاف الكون.
وهكذا بدأَت رحلته في الحياة.