للقصيدة ظل آخر

تم التقييم بـ 5.00 من 5 بناءً على تقييم عميل واحد
(مراجعة واحدة)
غلاف عادىكتاب إلكتروني
إزالة
FacebookTwitter
رمز SKU المنتج: غير محدد التصنيف:

الوصف

سيدتي..

أنا الهدوءُ سيدتي

بلا سكونٍ وعفن

أنا مَن يُجاري البراري

بلا فلسفة

ويركبُ الفضاء بخيولِ

الخيال

ليلقاكِ بلا رتوشٍ

وبلا انتظار

عند نبع القمر..

لكن انتظريني هُناك

عند نبعِ عدن

ريثما تلمسُ دارُ الطفولة

قمرنا القريب..

البعيد

بأصابعِ أرواحنا في القرية

السحيقة

الكاتب: يونس علي جاسم..

أما الاسم الادبي الذي اشتُهِرَ به فهو: يونس علي الحمداني

من مواليد 1970. ولد بقرية على أكتاف الزاب الصغير، تابعة لمديمة الدبس - كركوك - العراق.
خريج المعهد التقني كركوك - قسم المحاسبة.
يهوى القراءة والسباحة.
مؤلفاته:

رواية ((عطر زهر البراري)) 2013، التي شارك بها ضمن فعاليات (بغداد عاصمة الثقافة العربية). رواية تتحدث عن الغجر في العراق من خلال بطل الرواية الذي يهرب من قافلتهم وهو صبي صغير، حيث تتلقفه الأرياف والصحاري والمدن في رحلة ضياعٍ؛ بحثاً عن الذات وعن الحرية، وعن تاريخ أهله وذويه.
رواية ((تحت جناح الملاك)) 2015. رواية عن الغرائبية أو العجائبية وعن اللامألوف والمدهش، في سرد يجمع بين الواقع والخيال، ويذيب الفوارق والحدود بين المعقول واللامعقول.. رواية كتبت بأسلوب شعري مكثف وبحوار قصير مختصر يحمل سحره الخاص.
أهم رواياته رواية ((خبز العونية)) 2018. قصة قرية ترمز لكل القرى في العراق التي أكلت من الحبوب المعفرة بالزئبق، الحبوب التي تم توزيعها خريف عام 1971 على الفلاحين تعويضاً عن الجدب الذي أصابهم في مواسم سابقة.
مجموعة شعرية (مغارة الكنز وسر الأربعين قصيدة ) عن كتاب بلا حدود/2015.
نشرت له عشرات القصائد في الصحف والمجلات الكركوكية والعراقية.

معلومات إضافية

الوزن غير محدد
التنسيق المتوفر

,

مراجعة واحدة لـ للقصيدة ظل آخر

  1. قُيم بـ 5 من 5

    يونس علي الحمداني
    يرتدي قناع المتنبي
    إيزيس كوبيا. ص / العراق
    اتجه الشاعر العربي المعاصر للعديد من التقنيات الادبية التي ادخلت شكلا من اشكال التغيير في طريقة تعبيره عن افكاره واراءه ومعتقداته، واحدى أهم هذه التقنيات تقنية القناع فمفهوم القناع في اللغة: (ما تغطي به المرأة رأسها، تقنّع: تغشى بثوب، والقناع ج اقناع واقنعة)(1).
    ان مصطلح القناع مسرحي اساسا لم يدخل عالم الشعر الا في مطلع هذا القرن ليؤدي وظيفة جديدة تختلف نسبيا عن الوظيفة التي كان يؤديها في مجال المسرح. والقناع في صيغته الادبية كان على يد الشعراء الإنجليز ولا سيما الشاعر (بن جونسون) الذي كتب اعمالا مسرحية تنتمي الى ما يطلق عليه (الاقنعة) من خلال مسرحية (السواد المقنعة) عام 1605 والتي تقف في مقدمة اعماله في هذا المجال.
    أما الإشارة الاولى للقناع كأسلوب تعبيري في الادب العربي الحديث فقد كانت اشارة دلالية جاءت مكتوبة على غلاف مجموعة الشاعر( ادونيس) الشعرية الموسومة ( أغاني مهيار الدمشقي)، أما عند ظهور كتاب (تجربتي الشعرية) للشاعر عبد الوهاب البياتي أصبح القناع مصطلحا اسلوبيا يشير الى الاسم الذي يتحدث من خلاله الشاعر نفسه متجردا من ذاتيته أي ان الشاعر يعمد الى خلق وجود مستقل عن ذاته وبذلك يبتعد عن حدود الغنائية والرومانسية التي تردى أكثر الشعر العربي فيها(2).
    لكن محمد الكندي يفترض ان قصيدة (المسيح بعد الصلب) للسياب أولى القصائد التي تم فيها توظيف القناع بشكل ناضج وفاعل في الشعر العربي الحديث(3)، في حين ان اغلب المصادر تشير ان البياتي رائد القناع سواء من حيث تجديد مصطلحه الدقيق أو من حيث استخدامه في شعره، وتقنية القناع تمنح الشاعر مجالا للتعبير ليفصح عن افكاره، على نحو فني يبعد القصيدة عن المباشرة والسطحية من جهة وينأى بالشاعر عن أن يكون عرضة للأذى والملاحقة من جهة أخرى(4).
    وفي قصيدته (رؤيا من رؤى المتنبي/ مجموعة مغارة الكنز وسر الاربعين قصيدة) الصادرة عن كتاب بلا حدود 2015 استدعى الشاعر يونس علي الحمداني شخصية المتنبي، ومما لا يدع مجالا للشك ان المتنبي شخصية ثرية حافلة تشير في الذهن الى معاني القوة والحكمة والكبرياء وتتفق تماما مع دلالة السياق المعبرة عن هذه المعاني، حيث استفاد الشاعر من حالة الترحال التي عاشها المتنبي وصوّر مشاهد من حياته ولا سيما مواقفه مع كافور الاخشيدي بصورة واضحة صادمة بقوة الكلمات المنتقاة بدقة، في بداية القصيدة:
    ثمة عبدٌ مخصي
    يديرُ كؤوسَ الضياعِ للمريدين
    وخمرَ اللهو ..
    حيث ان المتنبي لا يعيش حياة ذهبية مملؤة بالعطاء كما كان عند سيف الدولة رمز المجد والكرم في عصره، بل يعيش عند كافور الاخشيدي رمز المماطلة الذي يكيل له الوعود دون أن يعطيه الولاية التي كان يطمح لها والتي كان قد وعده بها الأخير، ولا يسمح له بالخروج ومغادرة البلاط وكأنه مكبل عنده بقيود غير مرئية، ولنا أن نتخيل شاعرية المتنبي مرتهنه ضمن ممتلكات كافور الشخصية مثل آلة تكيل له المديح قصيدا.
    وفي اشارة الشاعر الى (يديرُ كؤوس الضياع) للدلالة على التسويق والمماطلة، والمتمعن في النص ( عبدٌ مخصي ) يلمح تناصا مع قول المتنبي ( من علم الأسود المخصي مكرمة .. أقومه البيض أم اباؤه الصيد). والمفارقة التي اهتبلها الشاعر في ان (عبد مخصي) هو نفسه الملك كافور وان (المريدين) هم الجالسون في بلاطه الباحثين عن السلطة والمال والقوة ومنهم (المتنبي) نفسه، فكأن ثنائية ال(عبد، ملك) تعني يمنيهم ولا يعطيهم ويسكرهم ويدنيهم. وفي قول شاعرنا على لسان المتنبي:
    وأعبرُ أنا قنطرة تُهز خلفي
    وأمامي طقسٌ مشحونٌ بالضبابِ
    واشباحُ سقوطي حافر على حافر
    أنا والمجهولُ كفرسي رهان
    كل الى الزحام
    فاذا التفت أحدُنا
    لا يلتفت الا الى أمام ..
    وعى شاعرنا معنى مفردة القنطرة وعيا لغويا، فضلا عن المعنى المعنوي البعيد لأنها تعني (جسر متقوس مبني فوق النهر يعبر عليه)(5) لما لها من دلاله على القلق والفصل بين مرحلتين، صوبين، حياتين، لأنها تمثل مفترق طرق في حياة المتنبي، بالإضافة الى أنه استخدم العديد من الصور مثل( القنطرة، طقس مشحون بالضباب، أنا والمجهول كفرسي رهان) ليشير الى مستقبل مجهول بعد خروجه من بلاط كافور الاخشيدي مطاردا اذ ذمه في قصيدة مشهورة (عيد بأية حال عدت يا عيد..). وبهذه الصور واللغة المكثفة كان شاعرنا يقوي عنصر الترميز للمتلقي الواعي، ونرى ان الشخصية المتقنع بها (المتنبي) لبّت لغة الشاعر في تصوير كبرياء العظماء، كما في قوله:
    فاذا التفت أحدنا
    لا يلتفت الا الى أمام
    في اشارة واضحة الى كبرياء واعتزاز المتنبي بنفسه ويوضح هذه الدالة في مقطع آخر:
    لتبقى الكلماتُ متأهبة
    على شفرةِ سيف
    قبل أفولِ شمسِ الدم
    يشير الشاعر الى ان (المتنبي) شاعر القوة حيث اتخذها فلسفة ـ أي القوة ـ في كل ناحية من نواحي حياته وقوافيه، حتى قبل أن يتخذها (نيتشه) فيلسوف القوة الاشهر، وظل المتنبي عبر حياته الشخصية الحافلة بمشاهد القلق وبكل شعره ينزح عن الضعف والرخاوة ويذمهما، وكلماته الشعرية كلها عنفوان وصدام وكِبر وسيوف ومعمعة ودم، أنه شاعر القوة الاعظم.
    وفي قوله:
    أنا المتنبي ..
    ( وأن شئت يا طرقي فكوني
    أذى أو نجاة أو هلاكا)
    أنه التداخل ولتقنع في (أنا المتنبي) حيث وفق شاعرنا باستدعاء بيت شعري مشهور للمتنبي يلائم الغرض الذي يرمي اليه فكأنه جزء من قصيدة الشاعر المعاصرة ولا سيما ان التراث الادبي الشعري خصوصا جزء من الكيان الادبي للشاعر. وفي المقطع الاخير:
    سيدتي
    كُفي عن الاسئلة
    وسأكف عن الصمت !
    يلوح لنا صوت الشاعر الخاص ونشعر بتغير نبرته بوضوح من خلال استخدام المتضادات في الخطاب الشعري حيث اضفى على صوته مسحة من الغموض والإبهام ف (سيدتي) من تكون في عصر المتنبي؟ أم هي في عصر شاعرنا.
    وختاما نتحسس الاستعانة بتقنية القناع من بداية القصيدة حتى نهايتها، فقد شكل الشاعر القناع وفق رغبته دون الوقوع تحت تأثير أو ضغط خصوصية وقوة شخصية المتقنع به (المتنبي) وفي رأيي ان الشاعر الذي ينظم قصيدة القناع مطلع ومثقف بالضرورة فهو يطوف ويتجول في التراث والتاريخ والاساطير للبحث عن شخصية أو موقف يحمل رؤاه، وأن هذه القصيدة قد تجاوزت عصرين عصر الشاعر وعصر الشخصية المستعادة المستدعاة.
    القصيدة/ رؤيا من رؤى المتنبي(6)
    ثمة عبدٌ مخصي
    يديرُ كؤوسَ الضياع للمريدين
    وخمرَ اللهو ..
    واعبرُ أنا قنطرة تُهز خلقي
    وأمامي طقسٌ مشحونٌ بالضباب
    واشباحُ سقوطي حافر على حافر
    أنا والمجهولُ كفرسي رهان
    كل الى الزحام
    فإذا التفت أحدُنا
    لا يلتفتُ الا الى أمام ..
    ساعةٌ أحدد وقتها في دمي
    أصحو فيها أتبختر
    أستلُ شعرة مِن عجينِ الذكريات..
    ولتبقى الكلماتُ متأهبة
    على شفرةِ سيف
    قبل أفولِ شمسِ الدمْ ..
    ترنُ الساعةُ
    وأصحو من صحوٍ مُخدر
    لا أسيرُ الى التافهِ والمخفي
    أنا المتنبي ..
    (وأن شئتِ يا طرقي فكوني
    أذى أو نجاة أو هلاكا)
    أنا المدنسُ بالماضي
    سأغسله بنشوةٍ مجنونة
    مجبولة من عرقِ التنبؤ المخفي..
    كم سيفٌ ضاع بعجيج الغُبار
    وسيف الدولةِ سيفٌ لا غُبار
    سيدتي..
    كفي عن الأسئلة
    وسأكف عن الصمت!
    النهارُ الآن في بلادي
    كالليل فقط لتأمل الجذلان
    وذكرياي ستحرثُ أرضَ القمر
    وهو تبغٌ والنجومُ خمر العاشقِ الولهان

    الهوامش :
    1ـ المنجد في اللغة والادب والعلوم ـ لويس معلوف ـ بيروت ـ المطبعة الكاثوليكية ـ ط 19
    2ـ القناع وتقنياته في الشعر العربي ـ اعداد وسن علي كاصد ـ مايو 2016
    3ـ قصيدة القناع في الشعر العربي ـ اطروحة ضياء الثامري ـ ص 11، 12
    4ـ القناع وقناع الامام الحسين عليه السلام في شعر عبد الوهاب البياتي ـ بهرام اماني جاكلي ـ رقية سفري 1390 هـ
    5ـ معجم المعاني الجامع حرف قاف
    6ـ مغارة الكنز وسر الاربعين قصيدة ـ مجموعة شعرية ـ يونس علي الحمداني ـ كتاب بلا حدود ـ 2015

إضافة مراجعة