الفرق بين الكتب الإلكترونية والكتب الورقية (المنافسة التي لا تنتهي)

منذ وقت ليس ببعيد، كان مِن المتوقَّع أن تختفي الكتب الورقية، رغم أنَّ الأمر لَم يحدث حتَّى الآن، لكن هل نحن نتوجَّه إلى مستقبل رقمي بالكامل؟ هل الجيل القادم سيُقلِّب صفحات الكتاب أم يمرِّر الصفحات على الشاشة؟

في عالمنا اليوم، تشمل التكنولوجيا جميع جوانب حياتنا، تأتي التقنيات الحديثة، وتحلُّ محلَّ التقنيات القديمة، ومع ذلك لَم تتمكَّن التقنيات الجديدة مِن استبدال الكتب الورقية بالكتب الإلكترونية بالطريقة التي كان الجميع يتوقَّعها.

في هذه المدوَّنة، دعنا نلقي نظرة على كلٍّ منهما، ونرى أيَّهما الأفضل.

بالنسبة لبعض الناس، فإنَّ النِّقاش حول الكتب الورقية مقابل الكتب الإلكترونية هو نِقاش إجابته واضحة، ومع ذلك لكَي نقرِّر حقًّا أيُّهما أفضل، يجب أن نَحكم بِناءً على التجارب والعوامل التي هي على النحو التالي:

١- إمكانية الوصول.

٢- الميزات.

٣- تخزين المعلومات.

٤- التعلُّق العاطفي.

٥- التكلفة.

٦- الأثر البيئي.

الكتب الورقية:

الكتب القديمة الجيِّدة هي الاختيار الدائم للتقليديِّين، لقد وُجِدَتِ الكتب الورقية منذ عقود؛ ولذا فلن تخسر بسهولة.

إيجابيات الكتب الورقية:

هناك العديد من المزايا لاستخدام الكتب الورقية وفقًا للدراسات الحديثة، فقُدرتك على حفظ المعلومات مِن الكتب الورقيَّة أعلى مِن الكتب الإلكترونية.

يجد معظم الناس أنَّه مِن الأسهل استخدام الكتب الورقية لكونها صديقة للعَين، يمكنك الانغماس في العوالم الخيالية والاستمتاع بها، ولا ننسى الشعور، فهنالك شيءٌ ما مميَّز فيما يتعلَّق بقراءة كتابك المفضَّل في يوم ممطر.

شيء ما أيضًا يتعلَّق بتقليب الصفحات والشعور بملمسها، وشيء آخَر مميَّز يجعلك تشعر بأنَّك مرتبط بما تقرؤه.

الكتب الورقية ترتبط ارتباطا وثيقًا مع المشاعر؛ لذلك حتَّى لو أقنعتَ شخصًا ما بأنَّ الكتب الإلكترونية أفضل مِن الورقية، فإنَّ الشُّعور بالكتاب بين يديك لا يضاهَى ولا يقارَن بشيء.

سلبيات الكتب الورقية:

مِن عيوب الكتب الورقية أنَّك لا تستطيع حملها أينما ذهبتَ، بالتأكيد يمكنك حمل كتابٍ ما في حقيبتك، لكن سيصبح الأمر متعِبًا حينما يتعلَّق الأمر بالروايات والكتب الثقيلة، بالاضافة إلى ذلك، لا تستطيع حمل العديد مِن الكتب، فأنتَ مقيَّد ببعض الكتب.

يجب وضع تكلفة الكتب في الاعتبار، بالطبع يمكنك استعارة الكتب مِن مكتبتك المحليَّة، لكن إذا كنتَ مِن محبِّي جمع الكتب فذلك سيستنزف أموالك.

أخيرًا، بقدر الاستمتاع بتقليب صفحات الكتاب، إلا إنَّه مِن المهمِّ أن نتذكَّر تأثير الكتب الهائل على البيئة؛ إذ إنَّه يجب قطع الأشجار لصناعة أغلفة وأوراق كتبك المفضَّلة.

الكتب الإلكترونية:

بدأَتِ الكتب الإلكترونية، واكتسبَت شعبيَّة في عام 2007 بالتزامن مع إصدار جهاز Kindle، منذ ذلك الحين أدَّى التوافر المتزايد للمحتوى الإلكتروني إلى تشجيع المزيد مِن القرَّاء على استخدام الكتب الإلكترونية.

إيجابيات الكتب الإلكترونية:

أفضل خاصيَّة في الكتب الإلكترونية أنَّها توفِّر لك مجموعة كبيرة مِن الكتب، ويمكنك الوصول إليها في وقت قصير وفي آنٍ واحد.

تتميَّز الكتب الإلكترونية بالخصائص التي توفِّرها للقارئ، كضبط سطوع الشاشة، وإشارات مرجعيَّة، والقواميس، وحتَّى شريط البحث داخل الكتاب، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ الكتب الإلكترونية تسهِّل على القرَّاء الذين يعانون مِن ضعف البصر أو عسر القراءة ميزة تكبير النصِّ لتسهيل القراءة. وتسمح لك الكتب الإلكترونية أيضًا بتدوين الملاحظات وتعليقها كما تفعل تمامًا في الكتب الورقية.

بالنَّظر في التكلفة، فإنَّ أغلب القرَّاء في الوقت الحالي يمتلكون هواتف ذكيَّة، وأجهزة لوحية، أو أجهزة الكمبيوتر، مِمَّا يعني أنَّهم ليسوا مضطرِّين لدفع شيء مقابل قراءة الكتب الإلكترونية.

معظم الكتب الإلكترونية أرخص بكثير مِن الكتب الورقية؛ لذا يمكنهم فقط تنزيل التطبيق المناسب، والبدء في شراء الكتب، ويمكنك عادةً إيجاد كتب كلاسيكيَّة مجَّانًا.

التقليل مِن إنتاج الكتب الورقية سيؤثِّر إيجابًا على البيئة، وعلى الرغم مِن أنَّ تصنيع الأجهزة أيضًا ينتج عنه نفايات، إلَّا إنَّه يُعَدُّ أقَلَّ ضررًا مقارَنة بالكتب الورقية.

سلبيات الكتب الإلكترونية:

القراءة على الأجهزة لن تمنحك قراءة بدون مشتِّتات، كالإشعارات والروابط والإعلانات، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤدِّي القراءة المتواصلة على الشاشة إلى إجهاد العين.

إذا كنتَ مسافرًا إلى مكان ناءٍ حيث لا تتوفَّر الكهرباء، فسيكون مِن الصعب جدًّا استخدام الكتب الإلكترونية، تخيَّل أنَّكَ تقترب مِن نهاية الحدث، وفجأةً ينطفِئ جهازك؛ لذا فمِن الأفضل استخدام الكتب الورقية في هذه الحالة.

إذًا مَن الذي سيفوز على الآخَر؟ ما الوسيلة للقراءة مستقبَلًا؟

باختصار، على الرغم مِن أنَّ الكتب الإلكترونية سهلة وسريعة وفعَّالة مِن حيث التكلفة والتنقُّل، إلا إنَّها لا تعطي نفس المشاعر التي تغمرك بها الكتب الورقية، ولا يمكنها أن تُغنِيك عمَّا هو حقيقي وملموس.

في نهاية المطاف، لن تكون الكتب الإلكترونية نهاية الطريق للكتب الورقية، بل ستكون في المنتج التكميلي الذي مِن شأنه أن يفيد في نشر الكتب بدلًا مِن جعلها معركة بين الطرفَين، فَلِمَ لا نتعايش بين كلَيهما؟

وفي النهاية، يُعَدُّ اختيار الوسيلة راجعًا إلى القارئ.