كيف تطور السرد القصصي (الحكاية) عبر السنوات الأخيرة؟

شهِد الأسلوب القصصي وطريقة سرده تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، فمع التطور التكنولوجي أصبح السرد القصصي مرئياً وممتعاً أكثر خصوصاً للأطفال. السرد القصصي أو فن الحكاية هي حكايات أو قصص يتم سردها عبر الأجيال لاكتساب خبرة معينة أو عبرة.

ولكل ثقافة قصصها وحكاياتها المختلفة التي يتم توارثها عبر الأجيال، التى تقدم لهم النصائح واتباع ما كان يسير عليه الآباء والأجداد.

فالسرد إذاً هو الطريقة التي تُحكى بها القصة، ويُعتبر فناً تفاعلياً، يتم فيه استخدام التعابير والكلمات لتشكيل النص الأدبي. وهو أيضاً من أشكال الفن التعبيري القديم. كذلك يعتمد السرد على عناصر التشويق لتبقى أذن المستمع منصتة.

وهذا النوع يعتمد أيضاً على الخيال وقدرة التخيل لدى المستمع من خلال تصوير للأحداث في القصة.

أنواع السرد القصصي:

١. ضمير المتكلِّم: السارد يقوم بسرد قصته بنفسه فهو يكون جزءاً من الشخصيات في الحدث.

٢. ضمير المخاطَب:  في هذا النوع يتوجب استخدام الضمائر الثلاثة ليكتمل المعنى السردي.

٣. ضمير الغائب: القارئ أو المستمع لهذا النوع يُقدم على استنتاج نظرة مغايرة عن الآخرين.
ويعتمد السرد القصصي على أشكال مختلفة ليتم تقديمه بالصورة المناسبة والمثالية:

السرد الشفوي: هو سرد الكلمات المنطوقة، وللجميع الفرصة متاحة لأن يقوم بسرد قصته الخاصة. وتعتبر الموروثات الثقافية أحد أنواع السرد الشفوي، ألا وهي العادات والتقاليد التراثية المتناقلة شفوياً عبر الأجيال، وهي أقدم وسائل التواصل البشري. حيث كانت ولا تزال رديفة التاريخ المكتوب والموثق، إلا إنها على خلاف التاريخ والعلوم، كانت وما تزال تنقل شفوياً من الأجداد عبر الأجيال، مشتملة على كم هائل من أشكال التعبير المنطوقة، كالأمثال والأحاجي والحكايات وأغاني الأطفال والأساطير والقصائد الملحمية والسحر والصلوات والترانيم والعروض الدرامية، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.

ويرمز للعادات والتقاليد بالموروثات، ومفردها موروث، وكلمة الموروث مشتقة من مصدر للفعل (ورث) يرث إرثا وراثنا وميراثنا، ويعني الميراث في اللغة انتقال الشيء من شخص إلى شخص أو من قوم إلى قوم، ويأخذ الموروث الشعبي معناه من التراث الثقافي الذي يُقصد به “مجموعة النماذج الثقافية التي   يتلقاها الشخص من الجماعات المختلفة التي يعيش معها”، هذا الموروث يُمثل عنصراً هاماً من عناصر التطور بالنسبة للإنسان. وإذا ما راجعنا ثقافتنا وعاداتنا، نجد أننا مدينون لأسلافنا بأي تطور نصل إليه، فما هذا التطور إلا نتيجة تراكم الموروثات التي تتضمن تجارب الأولين، وقد بنينا عليها.

تستخدم التقاليد والتعبيرات الشفوية لنقل المعرفة والقيم الثقافية والاجتماعية والذاكرة الجماعية تضافر كلها مجتمعة لتلعب دوراً مهماً في الحفاظ على الثقافات حية.

بعض أنواع التعبير الشفهي شائعة ويمكن استخدامها من قبل مجتمعات بأكملها بينما يقتصر البعض الآخر على مجموعات اجتماعية معينة، كأن تكون فقط للرجال، أو فقط للنساء.. أو ربما كبار السن فقط. في العديد من المجتمعات. يعتبر نقل التقاليد الشفوية مهنة عالية التخصص، ويضع المجتمع فناني الأداء المحترفين في أعلى درجات الاحترام؛ وذلك باعتبارهم أوصياء على الذاكرة الجماعية.

١. السرد البصري: وهذا السرد يعتبر حديثاً ومرتبطاً بالتكنولوجيا وهو النوع الأكثر إقبالاً عليه خصوصاً من الأجيال الجديدة، فهذا النوع قائم على الصور والوسائط المرئية.

٢. السرد الكتابي: مع تطور الكتابة يتمُّ توثيق هذا النوع من السرد ضمن الكتب.

ونقترح عليكم ثلاثة كتب يمكنكم قراءتها وهي مختصة في السرد القصصي، ومن خلال قراءة هذه الكتب سوف تستنتج الكثير من العبر بجانب متعة القراءة وتنشيط مهارة الخيال.

 

الكتاب الأول: “يلا شردة” للمؤلف علي ناصر (بو مايد)

في هذا الكتاب الشيق سوف تتعرف على زمن الطيبين، زمن الحياة البسيطة والناس المحبة، ونفتح صندوق أسرار ماضي دولة الإمارات، وحياتها البسيطة قبل النقلة الحديثة التي وضعت الدولة في مصاف الدول الأكثر تطوراً وحداثة. فرصتك الآن مواتية ليصحبك الكتاب إلى رحلة عبر هذا الزمن الذي نشتاق إليه جميعنا.

يمكنك الحصول على نسخة من الكتاب من هنا.

الكتاب الثاني: “الهولة” للمؤلفة سلمى علي الغفلي

يتحدث الكتاب عن قصص الصحراء في عمق البوادي، فرصة مثالية للقارئ لمعرفة التفاصيل اليومية في تلك الحقبة قبل قرن من الزمان؛ مثل التعايش والتحديات القديمة، والمعتقدات السائدة في تلك الفترة والأخلاق والعرف المتدوال.

يمكنك الحصول على نسخة من الكتاب من هنا.

الكتاب الثالث: “بن عرّاف” للمؤلفة سلمى على الغفلي

هذا الكتاب يتحدث أيضاً عن تاريخ البادية في دولة الإمارات، ورحلتك خلال الكتاب سوف تثري معلوماتك من عبر هذه الحكايات والأعراف القديمة.

يمكنك الحصول على نسخة من الكتاب من هنا.

إذا كنت كاتباً طموحاً وترغب في الكتابة عن السرد القصصي، أوستن ماكولي للنشر تفتح لك الباب لتقديم مخطوطتك من هنا.

وإذا كنت ترغب في متابعة آخر الأخبار والفعاليات عن الدار يمكنك متابعة شبكاتنا الاجتماعية فيسبوك، تويتر وإنستاجرام.